رغم مرور يومين على تأهل منتخب الجزائر لنهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل - للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه - مازالت الاحتفالات تعم المدن الجزائرية ومن بينها العاصمة حيث يمكن سماع صوت الألعاب النارية وأصوات "الفوفوزيلا". وبعد انتهاء مباراة الأردن وأوروغواي الأربعاء تأكد أن المنتخب الجزائري هو الممثل العربي الوحيد في المونديال للمرة الثانية على التوالي في تكرار لسيناريو جنوب أفريقيا عام 2010، حين ودع الجزائريون البطولة من دورها الاول.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها "المنتخب الأخضر" نهائيات كأس العالم من الدور الاول، بل كان هذا قاسما مشتركا في كل المشاركات الجزائرية في كأس العالم حتى الآن.
وينتظر "محاربو الصحراء" تحديا كبيرا هذه المرة، وربما لن يقبل منهم شعب الجزائر أو الجمهور العربي مجرد التمثيل المشرف أو توديع البطولة من دور المجموعات.
المؤكد أن عنصر الاستقرار في الجزائر لعب دورا كبيرا في أن يكون منتخبها الوحيد عربيا المتأهل للمونديال، وذلك بالنظر إلى الأوضاع السياسية في مصر وتونس التي انعكست سلبا على المنتخبين الكبيرين صاحبي المشاركات السابقة في كأس العالم والبطولات القارية.
أما اتحاد كرة القدم الجزائري، برئاسة محمد روراوة، فقد جعل الهدف الأساسي لنشاطات الاتحاد التركيز على المنتخب، على حد ما قال الصحفي الرياضي الجزائري طارق بوفليح.
ورغم أن هذا أثر بالسلب على الأندية الجزائرية التي لم تتمكن منذ وقت طويل من الفوز بأي لقب قاري، بحسب بوفليح، إلا أنه انعكس بالإيجاب على المنتخب المكون في الأغلب من لاعبين محترفين خارج الجزائر.
وقال بوفليح ل"بي بي سي" إن المنتخب الجزائري لا تزال يفتقر إلى الخبرة، مشيرا إلى أنه يجب انتظار قرعة ستجري في السادس من ديسمبر/ كانون أول لمعرفة المنتخبات التي ينتظرها الجزائريون، فهذا سيؤثر على طريقة استعداد المنتخب للنهائيات.
قرعة كأس العالم ويلفت الصحفي الرياضي الجزائري عبد المؤمن قاسي النظر إلى ضرورة تحمل لاعبي المنتخب المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وذلك بتحسين مستواهم والعمل على أن يكونوا لاعبين أساسيين في فرقهم بدلا من البقاء في مقاعد البدلاء.
ويرى أنه يتعين على لاعبي المنتخب تغيير أنديتهم إن لم يتمكنوا من اللعب كأساسيين، حيث أن الابتعاد عن المستطيل الأخضر يعني تراجع المستوى وضعف ما يمكن أن يقدموه لمنتخب بلادهم.
ويعتقد قاسي أن الاتفاق الذي توصل إليه الاتحاد الجزائري مع المدير الفني البوسني، وحيد حليلوزيتش، بالبقاء إلى ما بعد كأس العالم، رغم خلافات ثارت مؤخرا بين الجانبين، خطوة ايجابية للغاية.
واعتبر أن قرار الاتحاد الإبقاء على حليلوزيتش رغم الخروج المخيب للآمال للمنتخب الاخضر من الدور الاول لنهائيات كأس أمم أفريقيا الماضية كان قرارا صائبا، ففي نظره لا يوجد مَن هو أقدر على قيادة الفريق في كأس العالم من حليلوزيتش الذي يعرف الفريق جيدا على حد وصفه.
وتشير معطيات المرحلة الحالية إلى أن الفريق الجزائري سيتم تصنيفه في قرعة كأس العالم في المستوى الرابع، حيث أن فرق الصدارة قد احتلت رؤوس المجموعات بالفعل. لكن عنصر المفاجأة يظل قائما.
ويتمثل التحدي الحقيقي للمنتخب الجزائري في الاستعداد وتحفيزه لتقديم أكبر ما لديه من مهارات وإمكانات ليتجاوز إنجازه عام 1982، عندما فاز على ألمانيا وتشيلي في نهائيات كأس العالم بإسبانيا والتي تعد حتى الآن أفضل مشاركات الخضر في كأس العالم رغم أنها كانت الاولى.