بينما كل أندية الوطن تقريباً، وخصوصاً من يستعد منها لخوض غمار منافسات الدوري العام تعزز صفوفها بلاعبين من مختلف الأندية المحلية، وكذا بمحترفين أجانب ومن قبلهم الأجهزة الفنية المشرفة على الفرق الكروية بغية الوصول إلى حالة الجاهزية المُثلى التي تتيح لها الدخول في صلب منافسات دوري الدرجة الأولى اليمني، تتواصل عملية قرع (طبول) الحرب في نادي التلال الرياضي بعدن. إن كانوا قد قالوا قديماً بأن كافة الطرق، وكل المسالك تؤدي بالباحث عن عاصمة التلال السبعة إلى روما، فأنها كذلك اليوم بالنسبة للباحث عن دور على طريقة (حبوني) بالغصب وهو عبدالجبار سلام الذي لا زال يمارس هوايته المفضلة بافتعال المشاكل ووضع العراقيل أمام ناديه من كافة الطرق حتى يصل إلى القلعة! تلك القلعة التي تتشقق جدرانها كل يوم أكثر من سابقه بفعل من أسهموا ذات يوم في عملية الحفاظ عليها..!.
حاول البعض خلال الأسبوعين الماضيين أن يصور لعشاق هذا النادي أنه يسعى لوضع الحلول التي تحول دون (هَدم) المعبد التلالي فوق رؤوس التلاليين كافة، سارع مكتب الشباب والرياضة في المحافظة بمعية سلطة عدن المحلية لوضع الحلول، وكذا استقطاب القدر الكافي من الراغبين للدخول في معمعة التلال..! فكما كان شعار الرياضة للجميع، تصور التلاليون بأن ناديهم كذلك وراحوا يحاولون تحسين الصورة القاتمة لناديهم بوضع لجنة سنكر على المحك مؤخراً، ووفقوا في ذلك بيد أن النوايا كانت دون ذلك.
يجلس على كرسي مكتب الشباب والرياضة في عدن التلالي عزام خليفة، وليس ببعيد عن النادي يجلس فوق كرسي المحافظة وحيد علي رشيد، الذي يبدو وأنه بات لا يعرف التلال إلا من خلال وكيل المحافظة أحمد الضلاعي..! وكلا المذكورين يتحكمان بخيوط اللعبة التلالية إضافة للعيسي، ويشجعون على قرع (الطبول) التلالية المُرهقة أكثر، من خلال تغذية الإعلام وبالتالي المهتمين بالشأن التلالي بأخبار ظاهرها إيجابي، وباطنها سلبي للغاية.
بعد تشكيل لجنة الدكتور سنكر بلحظات لم يكُن بخافي على أحد امتعاض رأس الهرم الرياضي في اليمن الشيخ أحمد صالح العيسي من تواجد إسم شرف محفوظ ضمن اللجنة المُقرة من قبل السلطة المحلية، وكذا مكتب الشباب والرياضة في عدن، الذي بادر بدوره إلى إرسال رسائل يطمئن من خلالها صاحب (الفضل) بأن كل شيء تحت السيطرة، وأن العمل جاري لتطفيش اللجنة المشكلة حديثاً..! تلك اللجنة التي أقرها المكتب الرياضي والسلطة المحلية، وعملوا على زرع العراقيل أمامها لفرض إملائات معينة، قبل تطفيشها.
الطريقة المتبعة لضرب لجنة (الإنقاذ) التلالية كانت على درجة عالية من الدهاء والمكر، لكنها لم تكن بالقدر الكافي حتى يتم تمريرها من تحت طاولة رئيس الإتحاد (المُدَان) كيفما كان بدعمه لأحد أكثر الشخصيات المرفوضة داخل نادي التلال عبدالجبار سلام، وهو أساس المشكلة إلى جانب جميل ثابت المستقيل لاحقاً، هذا إذا ما وضعنا الجميع في (سلة) خلاف واحدة، مع اختلاف التأثير والمسببات، وكذا الضرر على نادي بحجم التلال.
انسحاب عمر بلفقية، وعدم استساغة الشيخ علي جلب الذي تحول بين ليلة وضحاها من مرشح لقيادة النادي المئوي إلى مجرد عضو! بفضل من عملوا على تطفيش الرجل في مرحلة لم يَكُن فيها أسمه بعد إلا حبر على ورق الإدارة المُراد تشكيلها، ليتصدر الدكتور (المحترم) أحمد سنكر المشهد مُزيحاً ومُبطلاً لكافة المخاوف التي كانت جميعها تشير لبعثرة (الشمل) الذي عاد خلال ساعات برئاسة سنكر وعضوية كلاً من: شرف محفوظ وفهمي النعاش وجلب نفسه ومعه صلاح سيف الدين، بالإضافة إلى عمر بلفقية الذي فجر أولى المفاجآت بانسحابه يوم أمس الإثنين.
بدأ العقد التلالي ينفرط، طوق النجاة التلالي تم إعطابه من قبل التلاليين أنفسهم، أولئك الذين يمهدون الآن وخلال هذه الساعات لقلب طاولة الحلول فوق الجميع وأولهم جماهير هذا النادي العظيمة المتعشمة فيهم خيراً..! من خلال دعم مساعي (جباري) في الشارع وعلى نواصي الشوارع، وتقديم المساعدة لمن يتواجد داخل النادي حالياً تسعى أطراف تلالية وصفناهم من قبل بأنهم أصبحوا يعانون من نقص (حاد) في الهرمونات التلالية، بعد أن كانوا في يوم ما شرياناً تاجياً يضخ الدم لجميع أجزاء الجسد التلالي الذي أصبح معلولاً بسببهم اليوم.
انسحاب بلفقيه اليوم يهدد لجنة السنكر فعليا، خصوصاً إذا ما تم ربطه بوجود شرف محفوظ أيضاً، وبمحاولات جلب الخروج من (مولد) التلال في القريب العاجل، وإن كان خروجاً دونما حبة (حُمص) واحدة! مُعللاً ذلك بعدم أهلية الأجواء، وصحة الهواء التلالي في ظل محاولات تطويق الشرف التلالي عن طريق عزل فهمي النعاش أيضاً خلال الساعات القليلة القادمة، وهو ما معناه إرضاء الشيخ العيسي على حساب التلال، وعودة عبدالجبار من الباب الخلفي للنادي بطريقة أو بأخرى، وإحدى تلك الطرق دخول عضو اللجنة المؤقتة السابقة عبدالكريم الشرجبي إلى جانبه في آخر المحاولات التي ستبدو للجميع بأنها ترضي الجميع.. وهي في الحقيقة لا ترضي سوى العيسي وعزام والجباري فقط.