( الجنون هو أن تبقى عاقلاً بين المجانين) بلا شك أن هذه المقولة أطلقها صاحبها لتجسد طبيعة الحياة في واقع ما ربما تجاوز المحيط العادي إلى ما هو أبعد وعلى شاكلة وطن كبير مثل وطننا الجنوبي المحتل الذي أُبتلي بمحتلين مجانين يرون في أبناء الشعب الجنوبي الذين يناضلون من أجل إسترجاع وطنهم المسلوب على إنهم مشاغبين يستوجب قتلهم إذا لم يتكيفوا مع الجنون الإحتلالي ويكونوا وديعين وخاضعين وقابلين بالأمر الواقع وبكل السياسات التي يفرضها المحتلين علينا . وأولها سياسة رفع أسعار أقواتنا لتهبط قيمتنا كبشر !!. ألم يتواز القول ألآنف ل (للعقاد) مع قول ( غوركي): ( الأسعار ترتفع ومع إرتفاعها تهبط قيمة الإنسان ) ثم كيف وجدنا أنفسنا في واقع موحش حاله ملاصق جداً لفحوى المقولتين وليس الروايتين؟! أما يذكرنا هذا التناسق الإبداعي بمقولة : ( أن التعاسات البشرية متشابهة ولو اختلفت الأصقاع وأن كل تعاسة فريدة من نوعها ) ألم تروا في كل الضربات الهمجية التي يوجهها إلينا الإحتلاليون وبهذه المتوالية الرهيبة بأنها تعدَّت ما يمكن تسميته بالتعاسة المتفردَّة إلى ماهوا أسوأ من ذلك وبكثير جداً !! فأبنائنا يومياً يقتلون ويسحلون ويجلدون ويزجُّ بهم في السجون لا لذنب أقترفوه إلا لأنهم يطالبون بإسترجاع وطنهم المغتصب .
لقد بلغ الجنون ذروته لدى المحتلين بإستشعارهم بدنو أجل فقدانهم للمغانم الكبيرة التي أستولون عليها في جنوبنا فهاهم يهسترون بأقصى درجات الهيستيريا يكشرُّن بالأنياب يزبدون ويرعدون ويتوعدون لنا بالويل وكبائر النقم إن أًصرَّينا على إسترجاع وطننا منهم الذين أغتصبوه في حربهم الظالمة، وعند الذي بلغوه من التمادي بحق شعبنا لابد أن نرد عليهم بحقيقه لابد أن يرونها وهي أن جنون أهل الباطل لن يصمد أمام جنون أهل الحق ، فلقد تعلمنا جيداً من معاناتنا الطويلة (أن الجنون أن تبقى عاقلاً بين المجانين).
ولانشك أن صبر أبناء الجنوب على بغي البغاة قد نفد أو هو في طريقه إلى النفاد النهائي وحينئذ سيُطوَّق جنون الباطل بجنون الحق ويعود الجنوب إلى أهله الكرام .