لم أكن أتوقع أن يحدث ما حدث لي ولغيري وفي مكان عام يرتاده الناس ويكتظ بهم للتخفيف والترويح من عبء الحياة، ففي ليلة من الليالي وتحديدا، في مساء جمعة مباركة حيث سكون الليل وسطوع القمر وهدير أمواج البحر وإيقاعاته وألوانه الجميلة المكتسبة من أناره الشارع المتناغمة مع ضوء القمر، الأمر الذي تخفق له القلوب وتشطح فيه العقول وتنطلق المخيلات والأحلام والأماني وتنفرج الهموم ويرفع ويخفف أحمال وأعباء الحياة وضيقها . أخي القارئ الكريم إني هنا اليوم لا احكي قصة من خيالي بل حقيقة واقعة حدثت لي في ليلة الجمعة تاريخ 1/11/ 2013م بينما كنت جالسا على مقعد سيارتي وأمام المقد وفي تمام الساعة السابعة والربع تماما إذ برجلا يحمل على كتفة سلاح ألي من نوع كلاشنكوف يحمل بيده اليمنى مصباح (باتري) مخفيا وجهه بقناع محكم بحرفية عالية كالذي نراه على وجوه من يسموا بالقاعدة وأنصار الشريعة، وكان كلما اقترب من سيارة ضرب بنور المصباح على من بداخلها وكنت أراقب المشهد وبخوف شديد أتخيل وأتساءل مع نفسي ما الذي سيحصل ومن هو المقصود والمستهدف اليوم ومن يا ترى هذا أقاعدة أم أنصار شريعة أم من الأمن القومي واستخبارات المحتل اليمني أم مجموعة النهي عن المنكر والفحشاء يا ألله ..
وبينما أنا على هذا الحال حتى اقترب مني وبمسافة متر تقريبا مضربا بالمصباح على داخل سيارتي دون أن يتوقف وكانت عيني ترقيه دون إن تغفل لحظة عن مراقبته ولا اخفي عنكم بأني كنت ارتجف وما كاد يصل حتى ابتعد عني أمتار ليخف قلقي وخوفي وفي نفس الوقت لاحظت سيارتين فاخرتين مضللتين تبعد الواحدة عن الأخرى بمسافة لا تقل عن عشرة أمتار تقريبا وتمشيان في خط مستقيم وبسرعة منخفضة جدا في تكرار للمشهد لأكثر من ثلاث مرات، حينها أيقنت بأن الرجل الملثم ليس بمفرده الأمر الذي زاد من مخاوفي وادخل الرعب في نفسي وبداء الشك يساورني بأني ربما اكون احد المستهدفين وخاصة حينما تخطتني احد السيارات وتوقفت الأخرى باتجاهي تماما وقريبة مني جدا وبدأت الهواجس تتملكني ومحاوله تذكار الأعمال التي قمت بها وأي عمل عدائي قمت به تجاه هؤلاء إن كانوا ما يسمون بالقاعدة وأنصار الشريعة لا عداء بيني وبينهم بالمطلق لأني وببساطة لا اقر بشي كهذا بل اعتبرت الأمر وفي أكثر من مقال وحديث لي بأنهم صناعة النظام الحاكم ودول الاستكبار العالمي والإقليمي ولازلت على ذلك، إما إن كانوا من مجموعات النهي عن المنكر والفحشاء فأنا ايضً لا عداء بيني وبينهم بل اشد على أيديهم وان كنت لا أقر باستخدامهم القناع وأنكره عليهم وإما إن كانوا من الأمن القومي واستخبارات المحتل اليمني فانا عدوا لهم وأجاهر بعداوتي وأناضل بما يتاح لي من اجل دحرهم عن بلدي الجنوب وهنا وانأ اردد هذه الكلمات في نفسي انتابني الشعور بالعزة والكرامة فاتخذت قرار المقاومة..
لا أملك ولم يكن لدي سلاح غير أيماني برب الكون سبحانه ومن قوة بدنية مترهلة لكبر السن وحالتي الصحية الإ من عزم لا يلين وتحت أي ظرف كان وفيما أنا أفكر في الوسيلة للمقاومة والدفاع عن النفس اهتديت إلى فكرة تجعل من مركبتي وسيلة للدفاع والمقاومة فأشعلت محرك السيارة ووضع الاسبيت على الريوس أو الرجوع للخلف وقدمي اليسرى على دواسة الكليش واليمنى اضرب بها دواسة السرعة حتى بلغت قمة الاستعداد للمواجهة الغير متكافئة ولكني أثرت المقاومة والموت دون إن يلحق بي الذل والعار فإذا بي أرى سيارة صناع الرعب تتراجع للخلف وانأ أراقب وفي ارتياب شديد وخوفا اشد حتى أخذت طريقها إلى الإمام تجاوزتني فحمدت الله العلي القدير وشكرته بعد إن جل الغمة عني وخاصة وان الإعياء قد بداء يبلغ مني بسبب زيادة ضربات القلب وارتفاع السكر إلى حد لم أعهده من قبل .
تحركت بسيارتي على الفور لا أتذكر كيف خرجتُ من ذاك المكان المزدحم بالناس لا أرى الغ الطريق وكنتُ أقود السيارة هوينا هوينا أدعو ربي وصولي بالسلامة إلى منزلي وأهلي وانأ على هذا لحال ولم ادري بنفسي إلا وانأ فوق نقطة عسكرية مستحدثة وفي مكان غير متوقع فقلت يا ألله اهو قدري اليوم فألقيت السلام عليهم فأشار لي احدهم بالمرور ولم اخضع للتفتيش يا ألله لازال لي في الحياة والنصر أمل .