لجأ الحوثيون بعد ان فشلوا بعد صراحة دعوتهم الصفوية التي جاءوا بها من ايران وظهر تجليا في بدايات دعوتهم قبل عدة سنوات وتحطمت على أيدي اليمنيين من الزيود والشوافع لأنها لاتعبر عن هوية اليمنيين زيودا وشوافع بعد ستة حروب حصدت الاف القتلى ومئات الالاف من المشردين فلجأوا اليوم ومنذ اكثر من عامين الى الاستظلال بمظلة الدفاع عن الهوية الزيدية واستطاعوا من خلال نشر فكرة ان الهوية الزيدية مهددة من ابناء اليمن الاوسط والاسفل الذين هم في اسلاميتهم بين اخوان اصلاحيين وسلفيين وهابيين كما يسمونهم وقيادات سياسية وعسكرية متحالفة معهم أقواهم بل وأفضلهم اللواء علي محسن الاحمر والذي ظهر ثقله جليا بعد أول لحظة أعلن فيها انضمامه للثورة الشبابية الشبابية لتتوالى على أثر ذلك الانشقاقات العسكرية والسياسية والقبلية من كفة علي صالح الى كفة علي محسن الاحمر ليتضح لعلي صالح على عكس ما صورته له الاسماعيلية المكرمية بوجهها السياسي الحزبي الجيد -المؤتمر الشعبي العام- وجهها العقدي الباطني الفاطمي الاسماعيلي المكرمي الخبيث من كونها هي وافكارها النبؤ آتية القارئة لنبوءات التاريخ ومستقبله قد مكنته وأحلت عليه ثوب البشارة الكونية بكونه الرجل الصالح والزعيم الصالح فسمى مسجده بجامع الصالح ومؤسساته الخيرية بمؤسسة الصالح تبركا بنوءات الفاطميين المكارمة بظهور الزعيم الصالح المؤيد لعودة دولتهم الفاطمية الصليحية على اليمن -فكان الرئيس الصالح وفي كل عام يزور قبر مؤسس مذهب هؤلاء في حراز سنويا
-هؤلاء الذين باتوا اليوم وربما لأول مرة في التاريخ متحالفين مع الاثني عشرية الحوثية ضد التجمع اليمني للاصلاح والسلفيين وقبيلة حاشد واللواء علي محسن الاحمر ونفوذه العسكري المتكون من عدة محاور شمالية وجنوبية أحدها جنوبيا ألوية عسكرية وقيادات عسكرية وامنية وسياسية جنوبية من محافظة ابين خاصة تمتد في أثرها النفسي الى الرئيس عبدربه منصور ووزير الدفاع محمد ناصر الذي تعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل اولئك ودعمهم الخفي للقاعدة .......فاستطاع الحوثيون ترويج فكرة المؤامرة على هوية اليمن الاعلى والدفاع عن زيديته الهادوية ليتخذوها مظلة يستظلون بها ومشروعهم السياسي الطائفي فوجدت لهذه الفكرة اذان صاغية من كثير من الزيود في صنعاء واليمن الاعلى وللآسف الكثير منهم من قبيلة بكيل نكاية بقبيلة حاشد ليقوموا بتكديس اسلحة كثيرة وتكوين خلايا عديدة في صنعاء طمعا منهم في السيطرة على صنعاء تمثلت اقواها في محاولات للسيطرة على بعض المواقع الامنية من خلال العمليات العسكرية ليجدوا سدا منيعا وحاجزا قويا في صنعاء متمثل بالتجمع اليمني للاصلاح وقبيلة حاشد المتثملة في زعاماتها الشيخ صادق بن عبدالله الاحمر وحميد وحسين وبقية الاخوة والاولاد من ال الشيخ عبدالله بن حسين الا حمر رحمه الله.
واتباع هذه القبيلة الذين شكل صبر قادتهم وحلمهم حال قصف القوات الخاصة التابعة سابقا لنجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح لبيوتهم بعدم مجاراتهم في الدخول بحرب ارادها الحوثيون كعادتهم مع قبائل اليمن فلم ينجراولاد الشيخ الاحمر مجسدين بسلوكهم هذا عنوانا للحكمة اليمانية وكذلك شكل وجود الفرقة المدرعة والامن السياسي الذي يرأسه اللواء غالب القمش المتحالف مع علي محسن الاحمر.
كل ذلك كل سدا منيعا حال دون قدرة الحوثيين بهذه المظلة الجديدة المتحالفة مع بقايا انصار الرئيس السابق علي صالح من السيطرة على صنعاء فدفعوا بداية عبر تحالفات مع بعض الحراكيين الجنوبيين الى اقامة كفاح مسلح في الجنوب ليدفعوا بأولئك بحرب في الجنوب يتيهون فيها مع الجنوبيين سوى ان القيادات الجنوبية التاريخية والعصرية الذي افرزها نضال الحراك والجنوبيين لقضيتهم العادلة ادركت عمق هذه المؤامرة التي كانت تحرض الجنوبيين في الدخول وبدعم من الحوثيين وايران في كفاح مسلح لتحرير أرضهم وشعبهم من الاحتلال فوقفت هذه القيادات الجنوبية الحكيمة ضد مشروع الكفاح المسلح لأنها ادركت خطورة الزج بالجنوبيين في حرب مهلكة للحرث والنسل يستقيد منها اخرون غيرهم لأجندات خارجية على حساب قضيتهم التي تحتاج الى كفاح ونضال سلمي ولو كان طويلا ..
ثم لما فشل الحوثيون في دفع الجنوبيين الى حرب يضطر الاصلاح وعلي محسن وتحالفاته في الدخول بها مع الجنوب اضطروا الى تحريك الامور في صعدة خاصة بعد تمكن الحوثيين من السيطرة على اسلحة ثقيلة ساهمت فيها امتدادات الرئيس السابق علي صالح في حصولهم على تلك الاسلحة عبر اسقاط محافظة صعدة لهم وبالتالي دفع بعض القبائل اليمنية القحطانية المهووسة بصنمية الائمة والامام الى الانتصار لدعوة الحوثي كعادة بيوتات الملك والامامة في تحريض القبائل اليمنية تاريخيا بين بعضها البعض ليستقر الحكم لاحد افراد هذه البيوت المهاجرة تاريخيا أصلا من العراق وشمال الجزيرة ولم يحترم بعضها خصوصية وسيادية اليمنيين على انفسهم وارضهم تلك التي احترمها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مع زعامات الانصار ومارس عليه الصلاة والسلام الزعامة الروحية الدينية فقط ممهدا لخلافة راشدة يكون القرشيون الامراء والانصار اليمنيين الوزراء وهو مالم نجده في حكم ائمة اليمن الذين صاروا الامراء والوزراء وحولوا اليمنيين الى عسكر لهم على غير وعكس سادة واشراف الجنوب خاصة واليمن الاوسط والاسفل عامة الذين احترموا سيادية اليمنيين على ارضهم واهلهم واكتفوا بممارسة الدور الديني والاجتماعي الانساني بينما نجد ان الكثير من اشراف اليمن الاعلى كانوا غير محترمين لهذه السيادية وهوما دفع بقبائل يمنية الى التمرد على هذه السياسة لضيوف لم يحترموا خصوصية وسيادية المضيفين تحملت حاشد زمام الدفاع عن تلك الخصوصية بتحريض من متمردي اليمن الاوسط والاسفل الاحرار بان يحكم اليمن يمني ابا عن جد سبأي او حميري وليس يمني مهاجر في العهد الجديد للتاريخ اليمني ويريد ان يوظف اليمنيين والقبائل اليمنية خدمة لمشروعه التاريخي للعودة الى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة على رقاب ودماء اليمنيين في حرب استنزافيه مع دول الجوار لا تمت بصلة لليمن ولا لتاريخ اليمن وبعد فشل ذلك لجأ هذا اللوبي التاريخي الى تحريك القبائل في صعدة ضد عدو يرون انه يمكنهم من تجميع القبائل الزيدية عليه لحداثة عهده التاريخية مذهبا ومنهجا على تلك المناطق وهم السلفيين راسمين لانفسهم خطوط أمل بتوريط علي محسن الاحمر والاصلاح والحكومة بزعامة الرئيس عبدربة منصور باسم ما يروجون له هبية الدولة واستعادة هيبةا لدولة للزج بهم في حرب جديدة يتسنى لهم السيطرة على مفاصل العاصمة صنعاء التي يبذلون قصارى جهدهم للسيطرة عليها عبر التحالف الجديد بالفكرة والثقافة الجديدة المشار اليها في بداية كلامي حيث يدركون ان السيطرة على صنعاء تمنحهم الصك النفسي للسيطرة على كل اليمن وقد جربوا ذلك حينما سقطت بعض المناطق في الجنوب والشمال عن سيطرة الدولة سوى انها لم تتمكن من ممارسة السيادية على نفسها ولا على اليمن على غير السيطرة على صنعاء ومن كان ولايزال مسيطرا عليها وهو ما ادركه الاصلاح واللواء علي محسن الاحمر والرئيس هادي من ان القوم بعد تكديسهم الاسلحة وتشكيلهم لعدة خلايا مسلحة يريدون ان ينقلبوا على حكومة الرئيس هادي والسيطرة على صنعاء .....
ان المرحلة خطيرة جدا والحاجة باتت ماسة لأدراك عمق هذه المؤامرة وتظافر الجهود لأجل عدم السماح بها بات فريضة سياسية وعقلية بل وفي مقدمة ذلك دينية ..فالمسؤولية في جوهرها دينية لان اهل الدين الصحيح عقيدة ومنهجا من اهل السنة والاقرب لهم شوافع وزيود وسلفيين واصلاحيين اخوان وجهاد ودعوة وتبليغ وصوفية شرعية ----- هم المستهدفون من هذه المؤامرة لصالح لوبي ايران الصفويين والذي تسعى دول عظمى لخلق نوع من التوازن الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة برمتها لصالح اسرائيل وامنهم وابتزازهم لنا على غرار ما ظهر واضحا من مؤامرات الخارج الغربي خاصة على ثورات الربيع العربي ثم ان المسؤولية تقع في عاتقها الحيوي بكونها مسؤولية عن الهوية والثقافة اليمنية لأهل اليمن شمالا وجنوبا اهل الحكمة اليمانية الهوية السبأية والحميرية بشطريها المكمل أحده للأخر فلابد من ادراك كل هذا والاستمرار في دعم مسار الحكومة الانتقالية ودعم المسار الامني المعزز لقوة وهيبة الدولة ...وينبغي للسلفيين في كل اليمن من مؤازرة اخوانهم في دماج بتحمل جزء من المسؤولية التاريخية أسوة بالجماعات والاحزاب الاخرى الذين تحملوا عبر منعطفات التاريخ اليمني الحديث الكثير من العناء لأجل اليمن ومصلحة شعبه مستعينين بالله تعالى ثم بدعم القبائل الموالية والدعم الاعلامي والسياسي الذي يوفره لهم اخوانهم في التجمع اليمني للإصلاح والدعم اللوجستي الذي يقدمه لهم الجيش اليمني والامن اليمني وسد هذه الثغرة الذين يعدون اكفأ الناس على سدها وتقع عينية الواجب الديني عليهم في المقدمة لعقيدتهم الصافية المناوئة لعقائد هؤلاء البدعيين والنظر بعين التعاون الى اننا كلنا كل فريق وفصيل في موضعه يسد الثغرة عنده لمصلحة الكل وطنا وانسانا في اليمن السعيد.
*الشيخ نبيل العوذلي نائب رئيس الهيئة الشريعة الجنوبية سابقا