المياسه هي قصة إذاعية كانت تذاع في الإذاعة المصرية مأخوذة عن الأدب العربي(وتحكي قصة فتاة عربية شديدة الجمال أسمها المياسة فاتنة رفضت الزواج من كل من يتقدم لخطبتها إلا بشرط وهو أن تنازله في الميدان بسيفها فإن غلبته عاد مهزوماً وكان زواجه منها مرفوضاً وأن غلبها قبلت الزواج منه وبطبيعة الحال كان يتقدم لها كل وجهاء العرب مالاً ونفوذ وسطوة...... وكانت حكمة المياسة في هذا الشرط أنها تبحث عن القوة والحب أي من يحميها بقوته ويحتويها بحبه وحيث للحب قوة خفية تستنفر بالعاشق قوة لا يعادلها قوة بصرف النظر عن نفوذه وسطوته وجماعته وماله حتي لو كان فقيراً أو معداً المهم أنه يحبها وأن يكون قادراً علي إثبات هذا الحب وظلت المياسة تهزم كل أعيان العرب ونجبائهم إلا أن الجميع فوجئ في يوم بقدوم راعي الغنم (المقداد) الذي لا يعلم شيئاً عن فنون القتال ولا يملك شيئاً من قوت الدنيا إلا أنه يملك قلباً ويملك فكراً ويملك رؤية ويملك إيماناً حقيقياً بالله 0 وقد أثار تقدم راعي الغنم المقداد للزواج من المياسة اندهاش الجميع وإعجاب البعض وتهكم الأخر وتساؤل الكثيرين... وعليه قبلت المياسة لأن المعيار هو النزال في الميدان فإذا براعي الغنم ينازل كأروع وأقوي فرسان العرب ويصول ويجول وينقض مطيحاً بسيفها علي الأرض غالباً إياها حائزاً علي التفاف الناس حوله، وعليه حاورته المياسة وسألته – كيف تعلمت القتال والحب وكيف هزمتني ..؟؟!! فأجابها : إيماني بالله وثقتي في نفسي وحبي الحقيقي الجارف لكي ويقيني بأن أبيك وعمك وجماعتك غرهم المال والقوة والسطوة ويقيني بأن اللي يصبر لازم ينال مقسومه 0 فأيقنت المياسة ..أنها أمام حالة فريدة ونموذج جدير بالاحترام فعشقته وعملا معاً علي إعلاء شأن القبيلة رغم كل المؤامرات من بعض أهل المياسة والمؤامرات من بعض القبائل الأخرى)0 أن المغزى السياسي لهذه القصة هو مصر نعم فمصر هي المياسة الباحثة عن المقداد الباحثة عن زعيم وقيادة يعيد لها ثقتها في نفسها وثقتها في قوتها بل هو داعماً لهذه القوة فالحال الذي تعيشه مصر هذه الأيام هو حال النكسه0 حيث الشعور لدي الجميع بالاكتئاب والإحباط وخيبة الأمل وأن الثورة طريق تقدم المياسة (مصر) قد دمر وسرق من جماعة تعمل لصالح نفسها أصابها الغرور والصلف ولا يمنع الأمر من خدمة أعداء الأمة والحفاظ علي أمن إسرائيل من أجل البقاء في الكراسي وهو ما سيدفع إلي استخدام العنف وستتزايد حالات عدم احترام القانون وستتراجع العدالة وسينتشر الظلم وكلها أمور ستؤدي إلي قيام الناس بأخذ حقوقهم بأيديهم أيا ما كانت هذه الحقوق مشروعة أو غير مشروعة والحوادث الأخيرة خير دليل علي ذلك حيث قام الأهالي بالتمثيل بجثث مجرمين وهو سلوك غريب علي الطبيعة المصرية 0 مصر تبحث عمن يملك رؤية حقيقة لها غير طامع فيها لنفسه أو لجماعته مصر تبحث عمن يجمع بين (كاريزما عبد الناصر وذكاء السادات ومشروع محمد علي وتأميم سيدنا عمر بن العزيز)0 لذا بات حتماً علي المياسة (مصر) أن تنزل إلي الميدان (الثورة) وتستمر فيه مدافعة عن نفسها باحثة عن الأمل عمن يحبها فليس أمامها شيء أخر لتصنعه قد فرض عليها الجهاد في الميدان حتي تنجح في الحصول علي المقداد (القائد) لابد أن تستمر الثورة ولن تنجح بغير ظهور المقداد من بين شبابها ورعاياها، هناك من يملك مهر المياسة ولكن أين سنجده ومتي سيأتي - ؟0 بقلم وائل رفعت سليم المحامي