إطارات الحياة متعددة ،والإنسان على هيكلية ،تراودها آهاتُ تسعى لأن تُثبت لنفسها صوابية نهجها، ولكن هل تحتاج تلك الآهات البراهين المستميتة للإثبات ؟ إنها هيكلية الإسلام ،الذي يقف ضده اليوم مجموعة من الهيكليات الواهية، ليس افتراءً بل حقيقة ،وأولها الليبراليةالتي تسعى على سبيل الصوابية إلى النهضة بنا نحن العرب بالحرية والعدالة التي يتمناه كل عاقل ،ولكن الليبرالية يكمن في باطنها الكثير من الفلسفة القاتلة للمسلمين ،رغم أنها شُكلت لإنهاء الأنظمة الدكتاتورية إلا أن جوهرها قائم على النزعة الفردية التي تحرم المجتمع من مبدأ الشوري، وليس هذا فقط بل إن الليبرالية قادرة على التلون مع الديانات ، والقصد من وراء ذلك التشكيك وعدم الاستقرار لتحظى بجو يُأهِلُها للانتشار والسيطرة على عقول البشر بما يتنافى مع جمال وشمولية الدين الإسلامي ،وقبل شيوع الليبرالية في بلاد الاسلام ظهرت الديمقراطية، وأثبتت فشلها بامتياز رغم ما كان يعانيه العالم العربي من أنظمة دكتاتورية ،حيث أن جوهرة المساواة فيها قام على الخبث السياسي بالدرجة الاولى ولربما الاجتماعي أيضا التي تنتزع انتشار الحق بالباطل، وبأساليب التفافية لا يستطيع تميزها سوى المتعمق بمبادئها الحلزونية.
إلى أن العلمانية أشد جرأة في اظهار مبادئها التي تعلن من خلالها الحرب على الصواب باسم الصواب ،ولا تُولِي الدين أدنى قداسة، وذلك من أجل الصواب المزعوم لديها هذا عمقها النجس وتبقى الماسونية العالمية والعجب أن معناها الحرفي البناؤون رغم أنهم يسعون ليل نهار لانتشار "لا دين يحكم"وذلك لدمار المجتمعات الإسلامية بدرجة الأولى،ولا غرابة في ذلك لان جميع ما سبق مستورد من أهل الغرب،فحرب الآن بين الغرب والاسلام فكراً وديناً، وهذا معلوم، ولكن بات اليوم مكشوفاً،ولا ضبابية في المشهد الذي يتطلب منا كمسلمين بيان صحة الاسلام أمام جميع ما سبق ليس قولاً بل فعلاً ,وفي أسرع وقت ممكن.