وقف أستاذي العزيز أمامنا في إحدى المحاضرات الجامعية وكان لدينا نشاط صفي وزعنا إلى مجاميع وكل طالب لسان حال مجموعته مع وقوف كل طالب كانت تجاعيد وجه المدرس تتغير وهو يراقب بصمت مخيف, كل طالب كان يشرح ويعود إلى مكانه والمدرس فقط يكتب اسم الطالب ومجموعته جاء الدور عندنا فكنت لسان حال مجموعتي قمت والقلق يملئ حشايا قلبي والرعشة تغتاب جسمي ليس حياء من الطلبة فهم إخوتي و أنا متعود عليهم ولكن حياء من أستاذي لأنه كان يبدو متعباً ومعصب وموضوع الشرح لم نستعد له من قبل فخبر الدرس وصل ألينا متأخر . بعد شرح الطلاب تكلم أستاذي عن ملاحظاته حول أدائهم ولان كلامه كان با اللغة الانجليزية لم يفهمه الكثير, عموما اقترب أستاذي مني وتحدث كثيرا ومن ضمن كلامه , قال مستواكم التعليمي مدحمل اعترفت له بأننا مدحملون فاالجامعة مدحملة والمدرس والطلاب مدحملون أيضا ,أستاذي العزيز ما أريد ان أقول لك بان البلاد بكلها صارت مدحملة فقد دحملوا الجنوب بعد حرب 94 الظالمة ومنذ أن دحملوا الجنوب إلى اليوم كل شيء تدحمل ,أنت مستواك التعليمي رائع ولكن تذكر بأنك درست في أيام غير أيامنا ففي ايامكم مثلا كان التعليم مجاني والمواصلات مجانية والوظيفة با انتظاركم اما نحن فا التعليم بفلوس والمواصلات زحمة ومملة جداً فجاري الجمل مخارج أحسن من باصاتنا ,والوظيفة في علم الغيب لا يعلم موعدها إلا الله .
في أيامكم كنتم تصحوا على صوت محمد سعد عبد الله وأغنية ((يا حياة بكرة وبعدة يا حياة العمر كله) إما نحن يا أستاذ فننام على رصاص ونصحو على رصاص ولو هدئ الوضع قليل سمعونا عبود خواجة وأغنية إما ((استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين)) او ((إما انتصرنا ولا دخلنا الصوملة الاثنين ))في أيامكم أستاذي كنتم تشاهدون ((بال وسبي ستيان وبرنامج اسألوا لبيبة)) الذي كان يمتعكم بمعلومات كافية عن كل العلوم إما نحن فشاهدنا (همي همك ومسلسل الموت ). في ايامكم استاذي كنتم تسمعون ما يسركم من الاخبار وتتابعون تطورات البلد إما نحن فلم نسمع إلا قتلا وفجرا وحرقا ودمرا واعتقل واستشهد واصيب وتم اغتيال. كلها أخبار مدحملة وأغاني مدحملة ومسلسلات مدحملة فماذا تتوقع أن نكون .
في أيامكم أستاذي كانت الحياة قابلة للحياة فيها إما بأيامنا فا الحياة تكرهنا والواقع دمرنا غلا وخوف وقلق نخرج من منازلنا وكلا ينظر لنا با العين الحمرا بسبب صرفيات الدراسة ونوصل الجامعة والإدارة مثل شرطة زمان با الأسبوع ورقة تهديد عشان رسوم الدراسة وفوق هذا دراسة مدحملة .
في أيامكم كانت القلوب واسعة والتعليم للجميع إما عندنا يا أستاذ لم نستطيع ممارسة اللغة المدحملة مع أي طالب فلو نتكلم كلمة يسخر مننا اقرب مدحمل صديقي ياسر هو الطالب الوحيد الذي أمارس معه كلماتي المدحملة وأحس بأنني طالب وانه من حقي ان أتكلم .
بعد ما سردت لك أستاذي أرجو ان لا تفهم إن كلماتي غضباً منك او حقداً عليك أو بحثاً عن شهرة زائفة با الكتابة عنكم ولكن لك أن تعرف بان الوقت الذي نترك الجميع ونهرول أليكم أصدقائنا يقيلون في ركن الحافة ويتمشون في المنتزهات وراقدون في منازلهم ونحن نجاهد للوصول إليكم فصنعاء دحملت الكثير فلك ان تتخيل استاذي ان قائد اكبر حملة ترويجية للمخدرات في عدن عقيد في الأمن السياسي من صنعاء وغيرهم الكثير .
اقسم لك يا أستاذ بان بعض المدرسون يتركوا لنا رسالة مع بعض الطلاب مفادها حضروا كذا وكذا ونلتقي في المحاضرة القادمة ولولا حرصي على درجاتي من الدحملة لفضفضت لك كل أعمالهم التي دحملتنا فا الطلبة أساسهم مدحمل منذ الصفوف الابتدائية والثانوية يمرروها مرور الكرام ويوصلون الجامعة بمستوى مدحمل الوضع مؤسف استاذي وعبر الصحافة وإلا علام أعدك إننا سنحاول تغيير وضعنا المدحمل بكل ما أوتينا من قوة ولكن عليك ان تكون واقعياً معنى فا التعليم با أيامكم ليس كا ايامنا فقد بلغني إن أكثر نسبة رسوب يحصل عليها الطلاب هي في مادتكم, أنت صاحب حق في قوة التعليم لكن نحن بشر فمتغيرات الحياة كلها تأثر علينا سلبا وايجابا فواقعنا يا استاذ من سيء إلى اسوا اتمنى لك موفور الصحة والسعادة استاذي ودحمل الله من دحملنا .