تسببت حالة من الصراع بين قوى النفوذ السياسية والتي كان مسرحها ميناء المنطقة الحرة بمدينة عدن خلال الأسابيع الماضية ولاتزال مستمرة بإضرار بالغة لسمعة الميناء دوليا وذلك بعد مرور أكثر من 11 يوم على بدء اضطرابات مستمرة في الميناء يعتقد ان قوى متصارعة تسعى للسيطرة على الميناء تقف خلفها . واندلعت قبل أكثر من أسبوعين احتجاجات عمالية غاضبة قال الداعون لها أنهم يطالبون بالكثير من الحقوق والمستحقات الخاصة بعمال ميناء المنطقة الحرة بعدن لكن دعوات الإضراب هذه بات يعتقد أنها على صلة وثيقة بصراع بين قوى نفوذ سياسية وتجارية مستفيدة من حالة تدهور عانى منها الميناء خلال السنوات الماضية .
ورغم نفي العمال والنقابة المنظمة لهذه الإضرابات والتي وصلت إلى حد اتخاذ قرار من قبل العمال بالتباطوء في العمل صحة إي ارتباط لها بأي صراع سياسي إلا ان الحديث عن هذه الصراعات بات محور حديث الشارع في عدن .
ومن بين الاشياء التي باتت تثير الشكوك حيال اضراب ينفذه عاملون في ميناء عدن مطالب بينها تثبيت عشرات العمال رغم ان غالبيتهم يعمل وفق عقود تعاقد لم تنتهي مدتها الاساسية.
وبحسب مصادر عدة تحدثت ل"عدن الغد" فان الصراع الدائر حول ميناء المنطقة الحرة بعدن يدور بين عدد من الأطراف بينها محافظ مدينة عدن السيد "وحيد علي رشيد" الذي يصر على بقاء الميناء تابعا لإدارة المنطقة الحرة ولسلطته شخصيا والى جانب المحافظ تقف قيادات بارزة في المنطقة الحرة بعدن فيما يقف على الطرف الأخر وزارة النقل ممثلة بالوزير "واعد باذيب" الذي يصر على ان تبقى إدارة ميناء المنطقة الحرة تابعة للوزارة بشكل مباشر .
وتحصلت "عدن الغد" أمس الجمعة على رسالة وزعها مدير مكتب محافظ عدن على عدد من الصحفيين تضمنت هجوما لاذعا على قرار لمجلس الوزراء اكد فيه على تبعية ميناء المنطقة الحرة لوزارة النقل .
وتضمنت الرسالة انتقادا لما قالت أنها قرارات عشوائية واصفة هذا القرار بأنه محاولة جديدة للتأميم مدعية ان هذا القرار يمنح وزارة النقل حق البسط والسيطرة على اراضي المنطقة الحرة لصالح ميناء عدن .
واتهمت الرسالة وزارة النقل التي يقودها "باذيب" بأنها تحاول سلب وتأميم حقوق المستثمرين وكذا الاحتكار المقيت لكل الأنشطة الملاحية في مدينة عدن حد وصف الرسالة .
مصادر خاصة قالت ل"عدن الغد" ان التحركات التي يقودها المحافظ " وحيد علي رشيد" هدفها تحويل إدارة الميناء إلى السلطة المحلية بعدن عبر إدارة المنطقة الحرة وبالتالي تسليم الميناء إلى شركة ملاحية تتبع من الباطن لرجل الأعمال اليمني البارز "حميد الاحمر" .
وكانت عدد من التقارير قد تحدثت خلال الأشهر الماضية عن توجهات كهذه لكن هذه التقارير ظلت تفتقر إلى دليل مادي ملموس إلا ان الصراعات الأخيرة التي طفت على السطح توضح بجلاء ان صراع الاستيلاء على ميناء عدن بات على اشده .
وتمكنت وزارة النقل اليمنية ممثلة بالوزير "واعد باذيب" وخلال عام واحد بعد تسلمها إدارة الميناء من تحقيق مكاسب مادية ضخمة للميناء والدفع بسمعته التجارية إلى الأمام إلا ان الاضرابات التي باتت تشل حركة العمل في الميناء باتت تهدد عمله وسمعته الدولية بشكل واضح .