تتواصل الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الجنوب ,حيث أن هذه الجرائم طالت الطفل ,المرأة ,المسن ,الرضيع ,الجنين ,الشيخ ,وتجاوزت كل الحدود الأخلاقية والإنسانية وفاقت كل التوقعات بفعلها وأدواتها ,وما نشاهده من بطش وجرائم بحق شعبنا ,وقتل بدم بارد يتم مع كل أسف في وضح النهار وأمام العالم,دون رقابة أو حساب أو رصد, مما يوحي بأن الجميع في منظومة الاحتلال وحلفائهم من دول العالم قد اتفقوا وعقدوا العزم على إذلالنا من خلال هكذا ممارسات ,وهم يعتقدوا أنهم بهذه الممارسات يستطيعوا إجهاض ثورتنا أو إسكات صرخات الحق والتمرد على الباطل , ولن تكون جريمة قتل المقدم الشيخ سعد بن حبريش الأخيرة, ولا مجزرة المعجلة أيضا كانت الأولى ,في هذا السجل المزري والحافل بالانتهاك ,وبالمناسبة فان اليوم يصادف مرور أربعة أعوام ,على جريمة المعجلة ,ومابين المعجلة وغيل بن يمين أيضا انتهاكات وجرائم جمة ,اللاانسانية ,اللااخلاقية طالت أبناء الجنوب ,للتذكير فقط يبعضها ,فيروز اليافعي ,وعافية مشبح ,وصديق الردفاني ,وندى شوقي ,والصبيحي , وصالح بن بتاش ,وضحايا مصنع باتيس, ,,,,الخ . وحيث إننا لا نستطيع أن نحصي أو نعد أو نرصد كل الجرائم والانتهاكات ,فقط اليوم نعرج على بعض تفاصيل مجزرة المعجلة الذي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء, جلهم من الأطفال ,والنساء ,والمسنين ,وأثبتت التحقيقات فيما بعد ,بأن السلاح المستخدم في هذه الجريمة, من نوع صواريخ توماهوك ,أمريكية الصنع والتي تحمل قنابل عنقودية ,انشطارية, تبيد النسل ,والحرث ,وهو ما حصل في ذلك الفجر الأسود ,حيث أبيدت عائلات بأكملها وكل ما تحتويه شعابهم وكهوفهم التي يقطنونها من الماشية,النحل ,الإبل ,الشجر ,وكل كائن حي في تلك الرقعة الجغرافية ,التي استهدفت وأحرقت في مشهد شبيه ((بالهولوكست)) وكم كانت المشاهد مؤلمة في ذلك اليوم الأسود ,نعم لم تبغي ولا تذر ,تلك المحرقة,.
ولكن لم يتوقف ذلك عند القتل والإبادة فقط ,ولكن هناك من المشاهد التي تقطعت قلوب من شاهدها ألما ,وحسرة ,من شناعة, وبشاعة, وهول الجريمة, وظلت عالقة في الأذهان ,حيث أن احد الضحايا من النساء وجدت طفلتها في حضنها ترضع, وهي ممزقة وأشلاء ,والأخرى عثر عليها وفي يديها عجينة ,تستعد لطبخ الطعام لأطفالها ,مشاهد أبكت الصخر من أهوالها ولم تبكي أو تحرك مشاعر بعض البشر ,مع العلم أن ضحايا المجزرة هم أناسا بسطاء,يعيشون حياة أشبه بالبدائية , بسبب انعدام كل مقومات الحياة والعيش , حيث أنهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويعيشون في العراء, لامساكن ,لامياه,ولا كهرباء ,ولا مدارس ,ولا صحة ,ولا طرق ,بمعنى أنهم يعيشون حياة العدم وما يحفزهم للعيش في ظل تلك الظروف القاسية هو حب الانتماء للأرض واعتزازهم بها ,وكانوا يعتقدون بأنهم أمنيين وسط تلك الجبال السمر التي تربوا وترعرعوا فوق صخورها وفيافيها.
ولكن فقد الأمن الذي كانوا يستشعرونه, في الفجاج العميقة من أرضهم الطيبة وأصبح ليس إلا صرحاً من الخيال ,وهوى حين هوت صواريخ التوماهوك فوق رؤوسهم الشامخة شموخ تلك الجبال في ذلك الفجر الأسود وبعد مرور وانقضاء,أربعة أعوام على تلك الجريمة حيث لا يزال مرتكبيها يسرحون ويمرحون ويحكمون ويأمرون ويقتلون ,ويبطشون وينهبون ,وهذا ما يدحض التشدق والادعاءات الأممية , بالدفاع عن السلام ,وعن حقوق الإنسان ,كذباً وافتراء ,وهذا ما يثبت حقيقة وزيف تلك الشعارات الجوفاء والأهداف النبيلة الزائفة لتك الدول الكبرى التي تغض النضر أينما تتقاطع مصالحها ,وهذه الممارسات والاستخفاف هي من تعزز فرضية تبني شعبنا ,خيارات أخرى مشروعة, وقد تكون لغتها أكثر فهماً لصنعاء ,وحلفائها من أعداء السلام ,والحرية.