ستمضي الفراشاتُ العمياءُ إلى عدن وتشيع احتراق اجنحتها الأخير هيا لنرمي دموعَنا الساخنة على البلاط البارد ونؤنسُ وحشةَ هذا الغبار *** سيحرس الغروبُ جدائلَ أمهاتنا ليُصبح الموتُ أحدَ أفراد العائلة وكلُّ الشاحناتِ محمَّلة بأكياس الذكريات هيا ياصديقي احملْ أكفاني لأحملَ أكفانكَ ستدخلُ أمنياتُنا في المقايَضة ويقامرُ القادة بأضرحتنا فكن قائدا وغدا مثلهم .. لا بل كن شهيدا ساذجا مثلنا أو كن حمارا وحشيا لِتحمل على ظهرك حضارةَ الأحزانِ *** ثِقْ بضوءِ البركان برائحة السمك في صيرة بشوارع الشيخ عثمان ثق بحزن عدن الذي يأتي مع الأمواج بلا أشلاء ثق بأنيابِ الضباب الجائع التي لن تجد ما تفترسه بعد اليوم ثق بالهاوية ثق بأسراب السنونو بشموخ شمسان الذي يقف وحيدا أمام ضريح وطَنٍ خَرَجَ وَلَم يَعُدْ ثق بأمنيتي الأخيرة لك : أن تغدو حمارا وحشيا لتحمل على ظهرك حضارة الأحزان !