شيءٌ ما بداخلي يذبحني.. يقتلني ينبذني.. يخبرني بأني لست (أنا) يمنعني أن أضحك..أن أفرح..أن أعشق وفي العشق حياة وأنا ميتة منذ زمن فماذا تريد؟؟ ايها الليل الحزين دعني هنا ألملم شظايا الأسى وأنفض غبار ذكراه الملتصقة بجسدي أيها الليل الحزين!! رفقا بي فلا تلتهمني بقسوة.. ودع لي بعضا من حلم لا يموت.. فما أنا الا امرأة تقف كشجرة السنديان منذ الآلاف السنين وفي قلبها يعشش غراب أسود ووجع دفين أيها الليل الحزين دعني أقضم تفاحتي الأخيرة أحدق في وجه وطني الجريح وأبني لحزني ضريح.. لأزوره كل مساء وأراقب من بعيد فراشة تطير لكنها دون جناح.. أيها الليل الحزين.. أرجوك لا تتسول قتلي فإني بخيلة وفيني كل عقد القبيلة.. وحتى تتأكد أنظر في السماوات البعيدة.. فلن ترى اسمي مكتوباً بين السحاب.. وستراني أتلاشى بعيداً كالضباب فأنا سراب في سراب.. ولربما هذه آخر قصيدة أكتبها وأخر ليلة أقضيها وبعدها سأعود إلى قبري لأن إجازتي في الحياة قصيرة.. أيها الليل الحزين.. قد مت منذ زمن بعيد فلا تقترب من جثتي حتى لا تموت مثلي .. وحتى لا تنبش كل أسراري الدفينة.. فماذا تريد؟؟ من امرأة شاردة ميتة منذ سنوات طويلة.. من: شيماء باسيد