قالت الأخت نبيهة عبد الكريم العامري رئيسة اتحاد شباب اليمنعدن أن الاتحاد يسعى حاليا إلى تنمية قدرات الشباب لتمكينهم من مواكبة الأحداث المهمة التي يعيشها الوطن، موضحة من خلال المنتدى الحواري الشبابي حول ( العدالة الانتقالية والرؤية الشبابية) أن تطوير قدرات الشباب وتوسيع مداركهم وإظهارهم لرؤاهم هو السبيل الوحيد لولوجهم حقل العمل الوطني والمشاركة الجادة والحقيقية من قبلهم في الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وستؤدي بهم دون أدنى شك للوصول إلى مرحلة التمكين السياسي والمجتمعي.
إلى ذلك أستعرض المحامي صالح ذيبان رئيس رابطة المحامين لتعزيز سيادة القانون في ورقته التي قدمها في المنتدى الحواري الذي تنظمه الرابطة ضمن الأنشطة التي تنفذها شبكة انتقال لدعم ومناصرة العدالة الانتقالية بالتعاون مع الاتحاد العام لشباب اليمن/عدن ، استعرض عدد من المحاور تضمنت المفهوم العام للعدالة الانتقالية والعناصر المكونة لها مشيرا في هذا المحور الأساس التشريعي الذي تبنى عليها العدالة الانتقالية.
وتطرق في السياق ذاته للحاجة المجتمعية التي تواجهه دول ما بعد الصراع السياسي شهدت ثورة أو انقلاب أو أي فعل شعبي أو سياسي أدى إلى انتقال نظام الحكم فيها من حكم دكتاتوري شمولي إلى نظام حكم يتوق لتطبيق مبادئ وأسس الديمقراطية الشاملة، تستدعي من القوى السياسية الجديدة الحاكمة للدولة إلى ضرورة اللجوء إلى العمل بمبادئ وعناصر العدالة الانتقالية التي بالتأكيد ستساعد برامجها على حل ملفات الصراعات والانتهاكات التي شهدتها الدولة في مراحل الحكم السابقة.
وأوضح صالح ذيبان لأكثر من 25 حاضرا من الشاب والشابات أن اليمن تعمل وبصورة جادة على الإعداد والتهيئة لتطبيق برامج العدالة الانتقالية بدء من إعداد الجهات المختصة لمشروع العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ومرورا بمخرجات فريق العدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعمل منظمات المجتمع المدني المهتمة بالعدالة الانتقالية على غرس وتعزيز حضور هذا المفهوم في أوساط المجتمع وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للمشاركة في البرامج التنفيذية مثلما هو الحال في الفعاليات التي تنفذها شبكة انتقال للعدالة الانتقالية وانتهاءً بإصدار قانون العدالة الانتقالية وتشكيل اللجان العاملة والمكلفة بتطبيق برامج العدالة الانتقالية على المستوى الوطني للجمهورية اليمنية.
وقدم فكرة تاريخية موجزة عن ابرز تجارب الدول التي طبقت العدالة الانتقالية فيها موضحا أبرز الايجابيات التي صاحبت تلك التجارب والفوائد الرئيسة التي استفاد منها شعوب تلك الدول خاصة وأن العدالة الانتقالية في تلك الدول كانت أبرز ايجابياتها هو مساعدة تلك الدول على إغلاق ملفات صراعات الماضي وساهمت في تطبيق برامجها على منع تكرار انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في الماضي والإصلاح المؤسسي كضمانه لعدم تكرارها وإصلاح البناء التشريعي لتلك الدول.
تلا ذلك فتح باب الحوار أمام المشاركات والمشاركين من أعضاء وممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركة في المنتدى الحواري الشبابي الذين أظهروا تفاعلا كبيرا وملموسا مع القضايا التي تم التحاور حولها في المنتدى، وقدم عددا منهم مداخلات أغنت مواضيع المنتدى الحواري وبينت وجهة نظر الشباب حول رؤيتهم في المشاركة الممكنة في تطبيق برامج العدالة الانتقالية التي تسعى اليمن لإعمال برامجها لمعالجة انتهاكات الماضي وغلق صفحته بواسطة برامج العدالة الانتقالية
مبينين أهمية مشاركة الشباب في عضوية لجان تطبيق برامج العدالة الانتقالية ودون أدنى شك حسب تعبيرهم سيكون لمشاركتهم تلك اثر ايجابي خاصة وأنهم العنصر الأساسي في التركيبة الديمغرافية لليمن وكذلك هم صناع التحولات ووقودها الرئيسي , ولا يمكن ضمان النجاح الفعلي لتجربة العدالة الانتقالية إذا تم تغييب الشباب عن المشاركة فيها أو من خلال إتاحة تلك الفرصة ولكن تحت القيد والوصاية والتدخلات.
وفي ختام فعالية المنتدى الحواري الشبابي أتفق المشاركون على ضرورة استمرار أعمال المنتدى الشبابي خلال الفترة القادمة حتى يتسنى الوصول للرؤى الشبابية في الاستحقاقات القادمة لما تبقى من أعمال المرحلة الانتقالية.