دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر قبيل مغادرته صنعاء، السلطات اليمنية إلى التعاون مع الأطراف المعنية في محافظة حضرموت وتلبية مطالبها، في إشارة إلى المطالب التي أعلنها حلف قبائل حضرموت، وعبر عن قلقه حيال ما يجري في المحافظات الجنوبية التي شهدت، أمس الأربعاء، لليوم السادس اضطرابات أمنية في إطار ما سمي "الهبة الشعبية" لتحرير الجنوب. وقال ناشطون ووجهاء: إن مسلحين من رجال قبائل الصاعر بحضرموت سيطروا، أمس، على العديد من المراكز التي كانت تتمركز فيها قوات الجيش في مديريات العبر وحجر الصاعر وزمخ ومنوخ بوادي حضرموت، تنفيذاً لقرارات مؤتمر قبائل حضرموت وشكلت لجان شعبيه لحفظ الأمن والممتلكات الخاصة والعامة. وساد الهدوء أمس أكثر أحياء وشوارع مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بعد خمسة أيام من أعمال العنف والمواجهات التي سقط فيها قتلى وجرحى، وقال سكان إن الحياة عادت أمس إلى طبيعتها تدريجياً في مركز المدينة مشيرين إلى حصول مواجهات محدودة بين قوات الجيش ومسلحين من اللجان الشعبية في منطقة الديس من دون وقوع خسائر بشرية. واستمرت تظاهر الاضطراب الأمني في منطقة مكيراس الحدودية بمحافظة لحج، بعدما هاجم محتجون غاضبون من أنصار الحراك الجنوبي بعض المؤسسات الحكومية ورفعوا في سطوحها أعلام دولة الجنوب السابقة، فيما أكد ناشطون أن أنصار الحراك الجنوبي قطعوا الطريق الرئيسي الذي يربط محافظات الشمال والجنوب ونصبوا حواجز تفتيش لمنع مرور المركبات. وفي محافظة شبوة أكد سكان وناشطون أن مقاتلات من سلاح الجو اليمني حلقت، أمس، فوق العديد من المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة مع قوات الجيش بعد محاولة أنصار الحراك ورجال القبائل فرض السيطرة على بعض المرافق العامة وطرد قوات الجيش من مناطق انتشارها، مشيرين إلى أن طائرة حربية يمنية حلقت، أمس، على علو منخفض فوق مدينة عتق وفتحت حاجز الصوت، ما أشاع حالة من الذعر لدى السكان. وكان المئات من سكان مدينة عتق بمحافظة شبوة نظموا، أمس، مراسم تشييع للضحايا الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الجيش، الأربعاء الماضي، مرددين هتافات بالثأر للشهداء والمضي بالهبة الشعبية لتحرير الجنوب.
