حذرت وكالة البيئة البريطانية من احتمالية وقوع المزيد من الفيضانات، مع توقعات بهبوب عاصفة قوية وهطول أمطار غزيرة في أنحاء متفرقة من البلاد. وارتفع منسوب المياه في الأنهار إثر عواصف وأمطار قبل أيام، وهو ما أدى إلى انقطاع تيار الكهرباء عن الآلاف من المنازل وتأجيل وإلغاء رحلات طيران.
ووصلت الفيضانات إلى ما يقرب من ألف منزل في جنوب غربي وجنوب شرقي انجلترا، بالإضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء عن 13 ألف منزل، في الوقت الذي يقول فيه مهندسون إن إعادة التيار الكهربائي لبعض المنازل قد يستغرق وقتا حتى نهاية الأسبوع.
وقالت هيئة شبكات الطاقة إنه جرى استدعاء مهندسين من شرقي البلاد ليعملوا على مساعدة زملائهم، حيث تستمر المشاكل في أماكن أغرقتها المياه في مناطق متفرقة من بريطانيا.
وصرح المتحدث باسم الهيئة، تيم فيلد، بأن "عملية الإصلاحات صعبة للغاية، وذلك بسبب طبيعة العمل الذي يتعين على المهندسين القيام به، وشدة الأضرار التي سببتها العاصفة".
وفي مقاطعة ساسكس، قالت جودي ديفيس إن التيار الكهربائي منقطع عن بيتها – الذي يعتمد بشكل كامل على الكهرباء – منذ يوم الاثنين، شاكية من انعدام الضروريات الحياتية فيه من "إضاءة، أو مياه ساخنة، أو تدفئة، أو تلفاز، أو راديو أو خدمة انترنت."
إلا أنها وصف عشاء عيد الميلاد بأنه كان مميزا.
وقالت: "قمنا بتحميص بعض الخبز على نار الخشب، بجانب بعض البيض المقلي الذي صنعناه على موقد صغير، بالإضافة إلى كأس من النبيذ وكعكة شوكولاتة، لقد كان ذلك جميلا جدًا."
اضطربات حركة الموصلات من المتوقع أن تتسبب العاصفة الجديدة في اضطربات بحركة النقل والمواصلات
ويحذر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني من أن عاصفة أخرى يتوقع أن تهب من المحيط الأطلسي ما بين مساء الخميس ونهار الجمعة، قد يبلغ منسوب الأمطار جراء هذه العاصفة سنتيمترين ونصفًا، فيما قد تبلغ سرعة رياحها معدل 110 كم في الساعة (أي حوالي 70 ميلا في الساعة).
ومن المتوقع أن تتأثر كل أنحاء بريطانيا بهذه العاصفة فيما عدا منطقتي إيست ميدلاندز وإيست آنغليا الواقعتين على الساحل الشرقي من بريطانيا.
وحسب خدمة بي بي سي للأحوال الجوية، فإنه من المتوقع أن تُحدث العاصفة بعض الاضطرابات في حركة النقل والمواصلات، خاصة في المناطق التي تأثرت فيها الأراضي بالمياه بالفعل، أو في مناطق أخرى تشهد رياحا شديدة مصحوبة بهطول أمطار غزيرة.
وقالت الخدمة إنه لم يتوقع لمنطقة المنخفض الجوي هذه أن تكون بنفس قوة العاصفة التي هبت يوم الاثنين، والتي تعتبر أشد المناطق الجوية التي شهدتها الكرة الأرضية انخفاضا منذ أكثر من 120 عاما.
وقد أعلنت وكالة البيئة عن 70 تحذيرا من الفيضانات في مناطق مختلفة، مشيرة إلى أن فيضانات الأنهار "متوقعة".
وقد ساهم رجال خفر السواحل في إنقاذ 76 شخصا ليلة عيد الميلاد من إحدى المناطق التي غمرتها المياه في مقاطعة كنت.
من جهة أخرى، أعيد تيار الكهرباء إلى جميع المنازل في اسكتلندا بعدما ضربت رياح عاتية المنطقة ليلة عيد الميلاد، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 3500 منزل.
أما في ويلز، جنوب غربي بريطانيا، فينخفض عدد التحذيرات من الفيضانات ليصل إلى ثلاثة فقط.
وقال متحدث باسم هيئة الموارد الطبيعية في ويلز إن مستويات الأنهار في انخفاض هناك بعدما شهدت أمطارا غزيرة في وقت سابق هذا الأسبوع، مضيفا أن المسؤولين بالهيئة يتابعون الحالة الجوية عن قرب مع توقعات المزيد من الأمطار يوم الجمعة.