اعترف سياسي يمني مقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بان الادعاءات التي يرفعها الجنوبيون - والمتضمنة اتهامات للشمال اليمني بنهب ثروات الجنوب - بأنه (صحيحة) , لكنه قال انها ليست مبررة باي حال من الاحول للانفصال التي يرفعها قادة الجنوب ويقاتلون من اجل تحقيقها قناعة منهم بأن انفصال جنوباليمن عن شماله كفيل بإعادتهم الى الواجهة بعد ان حنوا الى السلطة وبريقها ونفوذها". وأوضح السياسي الشمالي علي ناجي الرعوي في مقال نشرته وسائل اعلام يمنية عدة أن " هناك مقولة لشمعون بيريز أكبر السياسيين الاسرائيليين سناً وأقدمية تقول: (الكثير من العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يتعلمون)"... مضيفاً " أعتقد أن مثل هذه المقولة تنطبق تماماً على دعاة الانفصال في اليمن والذين لم يتعظوا او يستفيدوا مما يحدث الان في جنوب السودان بعد اقل من عامين من انفصاله عن السودان الشمالي تحت تأثير الشغف بوطن مستقل، ووهم الدولة الموعودة بالثراء والرخاء والنهوض في وقت قياسي في ظل ما يختزنه الجنوب السوداني من ثروة نفطية كبيرة مقابل عدد سكاني محدود كما لو ان مجرد الانفصال كاف بذاته ولذاته لتأسيس دولة ناجحة وناهضة في ذلك الجنوب".
وقال الرعوي " الواضح تماماً ان دعاة الانفصال في اليمن وفي المقدمة منهم اولئك السياسيون الذين سبق وان حكموا الجنوب قبل الوحدة انهم الذين لم يتعلموا من الدرس السوداني وما يجري اليوم في جنوبه من حرب اهلية طاحنة واقتتال قبلي عنيف وتطورات خطيرة لا تتهدد فقط دولة الجنوب بالفشل بل إنها من تكرس فيها نسخة الحروب القبلية الصومالية إن لم تُحل تلك الدولة المنسلخة عن الجسد السوداني الى دولة وهمية تفتقر الى ابسط مقومات الدولة ".
وأكد " ان استمرار اولئك الساسة بالمطالبة بانفصال جنوباليمن عن شماله والزج باليمنيين في محنة التفتت والتشظي - وجميعهم عرب اقحاح - تحت ذريعة فشل الوحدة في تحقيق المواطنة المتساوية والادعاء بأن الشمال قد تغول على الجنوب وقام بنهب مقدراته وثرواته (نفط وغاز) وهي ادعاءات حتى وإن كانت صحيحة فإنها لا تبرر بأي حال من الاحوال دعوات الانفصال التي يرفعها هؤلاء ويقاتلون من اجل تحقيقها قناعة منهم بأن انفصال جنوباليمن عن شماله كفيل بإعادتهم الى الواجهة بعد ان حنوا الى السلطة وبريقها ونفوذها".
وقال علي ناجي الرعوي " ان ما يثير الاستغراب حقاً التصريحات الاخيرة لنائب رئيس الجمهورية الاسبق علي سالم البيض والتي قال فيها إنه لن يتنازل عن مطالبته بالانفصال أياً كانت الحلول التي سيخرج بها الحوار الوطني للقضية الجنوبية باعتبار ان الجنوب صار محتلاً من الشمال بعد ان سقطت الوحدة التي قامت في مايو 1990م بين (شطري) اليمن بحرب صيف عام 1994م مشيراً الى ان أي حل لا يؤدي للانفصال وفك الارتباط ستتم مقاومته من قادة الجنوب التاريخيين الذين لن يقبلوا بأية تسوية متوقعة بما في ذلك الحل المطروح لاستعاضة الدولة الموحدة بدولة اتحادية تتشكل من خارطة فيدرالية ونظام سياسي جديد اكثر شمولية وتمثيلاً".
واضاف " طبقاً لهذا المنطق الاعوج يغدو من الجلي ان البيض وغيره من دعاة الانفصال هم من صاروا يختزلون وحدة اليمن بشخوصهم وأجندتهم والمخططات التي يعملون في اطارها ما يعني انهم عقدوا العزم على إعاقة وعرقلة تنفيذ التوافقات التي توصل اليها اليمنيون في حواراتهم الطويلة والشاقة والتي يعول ان تفضي مفاعيلها للقضاء على كل الاختلالات التي هيمنت على بنية دولة الوحدة خلال العقدين الماضيين دون إدراك من هؤلاء بأن المشهد المعقد الذي جعل من جنوب السودان يسبح في برك من الدماء بعد اقل من عامين من انفصاله"..
وقال زاعما " هو ما قد يتكرر في جنوباليمن بسبب القبلية الضاربة في النفوس وصراعات الماضي التي لازالت حاضرة وتنتظر اللحظة التي تتفجر فيها بين الإخوة الاعداء الذين لن تتوقف حروبهم حتى يسقط جنوباليمن كأحجار الدومينو وبفظاعة تفوق ما نشاهده اليوم في جنوب السودان".