أصبح لافتاً للعيان رصد ظاهرة رحيل النجوم عن الدوري الإسباني صوب دوريات أخرى خاصة بطولتيّ إنكلترا وألمانيا في السنوات الماضية. ولم تقف الأمور عند هذا الحد فحسب بل طال بعضاً من لاعبيّ قطبيّ الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد لتنعكس الآية المتمثلة بحلم اللاعبين الإسبان في اللعب لأحد الغريمين التقليدييّن إلى الرغبة في الهجرة إلى دوريات أوروبية وحجز مكان أساسي في تشكيلة أنديتها من أجل البروز وتسليط الضوء عليهم أملاً في نيل شرف الدفاع عن قميص منتخب "لافوريا لاروخا" أو اكتشاف ثقافات ولغات جديدة مثل بعض اللاعبين الأساسيين.
ويبدو مستغرباً رحيل هذه المواهب صوب الدوريات الأوروبية الأخرى بدلاً من الانتقال إلى برشلونة وريال مدريد نظراً لأن اللعب لأحد القطبين التقليديين يوفر للاعب المنضم إليهما راتباً مالياً هائلاً وحياة تستقطب وسائل الإعلام إليه فضلاً عن المشاركة في أمجد الكؤوس الأوروبية ولعب الأدوار الأولى في بطولتيّ الليغا و"الكوبا".
حضور لافت في أندية القمة ويُعد فيرناندو تويس أولى المواهب المُهاجرة صوب الدوري الإنكليزي الممتاز بانتقاله إلى ليفربول وتألقه بشكل مبُهر أجبر تشلسي اللندني على انتدابه مقابل صفقة مالية كبيرة لا يزال صداها يتردد حتى الآن.
ولا يقتصر الحضور الإسباني في البلوز على المهاجم الدولي الإسباني إذ يتواجد لاعبين اثنين آخرين في التشكيلة أبرزهم صانع ألعاب فالنسيا سابقاً خوان ماتا بالإضافة إلى الظهير سيزار أزبيليكويتا.
ويتواجد في مانشستر سيتي أربعة لاعبين إسبان من العيار الثقيل كان أولهم ديفيد سيلفا القادم من الخفافيش ثم التحق به خافي غارسيا خريج مدرسة ريال مدريد ولاعب خط وسط بنفيكا البرتغالي السابق قبل أن يلتحق بهما ثنائي أشبيلية خيسوس نافاس والمهاجم ألفارو نيغريدو في سوق الانتقالات الصيفية الماضية.
كما يضم أرسنال في صفوفه العدد ذاته من اللاعبين الإسبان يأتي في مقدمتهم سانتياغو كازورلا لاعب خط وسط ملقة سابقاً وزميله ناتشو مونريال الظهير الأيسر للنادي الأندلسي بجانب ميكيل أرتيتا الذي حمل ألوان برشلونة وإيفرتون قبل ارتدائه قميص المدفعجية.
وحاز الإسباني الشاب ديفيد دي خيا على ثقة المدرب الأسكتلندي السير أليكس فيرغسون وانتقل إلى الشياطين الحُمر قبل سنوات آتياً من أتليتكو مدريد لخلافة العملاق الهولندي فان در سار.
وضم توتنهام هوتسبير الإنكليزي مهاجم فالنسيا الإسباني روبرتو سولدادو في سوق الانتقالات الصيفية الماضية في صفقة مالية هي الأكبر في تاريخ النادي اللندني.
وانتقل الموهوب الشاب جيرارد ديولوفيو جناح برشلونة الإسباني إلى إيفرتون الإنكليزي على سبيل الإعارة لاكتساب القوة البدنية في البريمير ليغ قبل العودة ثانية إلى أجواء الليغا.
ألمانيا تستقطب الإسبان في البوندسليغا وفضل النجم الشاب تياغو ألكانتارا الرحيل عن صفوف برشلونة في الميركاتو الصيفي الماضي واختيار اللعب لنادي بايرن ميونيخ الألماني من أجل البحث عن مكان أساسي له في تشكيلة العملاق البافاري التي يقودها مدربه السابق بيب غوارديولا.
وكان مواطنه خافي مارتينيز قد التحق بصفوف بطل الدوري الألماني في أكبر صفقة في تاريخ "البافاري" آتياً من أثلتيك بلباو الإسباني مقابل 40 مليون يورو.
ومثلت الصفقة "التاريخية" نجاحاً كبيراً لبايرن ميونيخ حينما توج بثلاثية "تاريخية" هي الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا مع المدرب المعتزل يوب هاينكس.
وفي العام ذاته، التحق مدافع أتليتكو مدريد الشاب ألفارو دومينيغيز بصفوف بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني موقعاً على عقد يمتد حتى صيف العام 2017.
فالديس حسم قراره وقرر مغادرة "البلوغرانا" ويستعد حارس مرمى برشلونة الإسباني فيكتور فالديس للرحيل عن العملاق الكاتالوني مع نهاية الموسم الحالي بعد سنوات طويلة قضاها في حماية عرين البلوغرانا شهدت نجاحات كبيرة على الصعيد المحليّ والقاريّ والعالمي.
ورفض فالديس كافة محاولات مجلس إدارة ساندرو روسيل وبقية زملائه من اللاعبين وأصر بشكل مستميت على مغادرة أسوار القلعة الكاتالونية مكتفياً بما حققه وأنجزه طيلة السنوات الفارطة.
وبدأ برشلونة بقيادة مديره الرياضي أندوني زوبيزاريتا رحلة البحث عن حارس جديد وسط حديث عن اقتراب الإدارة من التوقيع مع الألماني الشاب مارك أندريه تير شتيغن حارس مرمى مونشنغلادباخ مع أنباء عن التوقيع مع حارس ثانٍ سيكون على الأغلب بيبي رينا المعُار من ليفربول الإنكليزي إلى نابولي الإيطالي لخلافة خوسيه مانويل بينتو الحارس الاحتياطي لفالديس.
ويبدو موناكو الفرنسي الذي يقوده تدريبياً الإيطالي كلاوديو رانييري الأقرب لنيل خدمات الحارس الدولي في ظل ما تتحدث عنه التقارير الصحافية عن عرض مالي مغرٍ من النادي الذي يمتلك ملياردير روسي ثري.
ألونسو حائر بين العودة لإنكلترا والبقاء مع "البلانكو" في الجهة المقابلة، يبدو مستقبل الدولي الإسباني تشابي ألونسو لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني غامضاً إذ تتباين التقارير حول رغبة اللاعب وحنينه في العودة إلى الأجواء الإنكليزية بعدما دافع عن ألوان "الريدز" في الفترة ما بين عاميّ 2004 و2009 فيما خرجت تقارير جديدة تتحدث عن قبول اللاعب بالبقاء داخل ملعب سانتياغو برنابيو استجابة لرغبة رئيس النادي والجهاز الفني بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي وزملائه اللاعبين وأنصار الميرنغي.
ويعتبر ألونسو قطعة أساسية في تشكيلة ريال مدريد منذ وصوله صيف 2009 وبدا تأثير غيابه واضحاً في الشهور الثلاثة الأولى من الموسم الحالي حيث فقد الفريق قدرته على فرض سيطرته في وسط الملعب وتراجع إيقاع اللعب وظهر خط الدفاع ضعيفاً ما كبد "البلانكو" أهدافاً غزيرة في شباك الحارس دييغو لوبيز.
