في قلب المدينة القديمة كريتر وفي حرم منارة عدن التاريخية وبحضور مجموعة من أهالي عدن, تم حفل تدشين منتدى عدن أجين الثقافي, إلى جانب تفعيل أول نشاط ثقافي للمنتدى. واستضاف المنتدى بأول لقاءاته وانشطته الدكتورة أسمهان العلس دكتورة التاريخ بجامعة عدن, والتي تحدثت عن دور المرأة في النضال والثقافة وجوانب الحياة الأخرى قديما كما وتحدثت عن الموروث الثقافي لعدن وأهمية إعلانها كمحمية تاريخية. والقت الدكتورة حديثها بعد أن تم القاء كلمة افتتاح المنتدى, كما ألقى الشاعر ناصر السيد قصيدة له بعنوان "جنة الدنيا عدن".
و شارك الحاضرون بمداخلاتهم حول ذات الموضوع وساهموا بإثراء الجلسة بحواراتهم واستفساراتهم التي ردت عليها الدكتورة اسمهان.
ومنتدى عدن أجين – بحسب القائمين عليه- هو منتدى وليد هذه السنة الجديدة ويهدف لإثراء الساحة العدنية بالمواضيع الثقافية وإعادة هيمنتها الثقافية التي كانت تحظى بها بالمنطقة. ومن المقرر أن يقيم المنتدى لقاءات اسبوعية تثقيفية يعلن عنها في الصفحة الخاصة ب عدن أجين بالفيسبوك.
مع بداية كل عام نردد بعض الأمنيات الجميلة ونسعى لتحقيقها, عدن أجين منذ نشأتها وهي تتمنى وتسعى لتحقيق أمنيتها بأن تعود عدن لسابق مجدها وعهدها, ومع بداية هذا العام كنا قد أعلنا عن منتدى عدن أجين الثقافي والذي أنتم اليوم بأول لقاءاته.
إذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء قليلا سنجد أن عدن كانت بؤرة تنويرية تثقيفية هامة, هذه المدينة الملقاة على شواطئ البحر كانت كالفنار ترسل بإشعاعها نحو الأفق, ترشد التائهين وتنير للغارقين بظلام الجهل عقولهم, عدن وكما نعلم كانت صاحبة الريادة في المنطقة ففيها شيدت أول المدارس والكليات والمعاهد, كانت السباقة بإنشاء الإذاعة والتلفزيون والصحف والجمعيات والمطابع والمكتبات ودور السينما وغيرها,,, عدن التي حوت في القرن الماضي قرابة ال 14 منتدى ثقافي "كما ورد بكتاب صفحات من تاريخ عدن", عدن التي نتغنى ونفخر بثراء ماضيها وما كانت تزخر به من منجزات ومغانم فكرية وحياة ثقافية أضحت اليوم غير مدعاة للفخر, فحاضرها عكس ماضيها, أبناؤها اليوم لم يرثوا من أجدادهم الكثير.
من هنا كان لزاماً على شباب هذه المدينة أن ينطلقوا وينتشلوا أقدامهم من وحل التبلد, وأن يفيقوا ويُفيقوا مجتمعهم, من هنا جاءتنا فكرة إنشاء منتدى عدن أجين الثقافي والذي يهدف إلى:
1. إعادة إحياء دور عدن الثقافي الهام في المنطقة, وإعادة ما كانت تزخر به من إرث ثقافي.
2. نشر الثقافة بين أوساط الشباب وكافة المجتمع, والإسهام في تحرير العقل وتطوير البلد.
وعن أنشطة المنتدى فستشمل عدة انشطة إلى جانب اللقاءات الثقافية التي نعزم إقامتها بشكل أسبوعي وكل نشاط دعوته مفتوحة لكل من أراد الحضور.
وإننا اليوم إذ ندشن هذا المنتدى, فإننا نأمل بأن يلقى هذا المنتدى صدى إيجابياً وتقبلاً رحباً وتفاعلاً نشطاً من كافة أطياف مجتمعنا العدني, كما نأمل بأن يزيد الشباب من جهودهم في سبيل إثراء الثقافة في عدن, كما ندعو المجتمع للاهتمام بالعلم والثقافة.
ونختم بمقتطف من حوار هام دار بين زعيم الحرية المهاتما غاندي وبين رائد التنوير العدني الأب محمد علي لقمان , حيث حصل لقاء بين المهاتما غاندي ومحمد علي لقمان أثناء زيارة الأول لعدن في 3 سبتمبر 1930م, وكان من ضمن الحوار أن سأل غاندي لقمان : "ماذا عملتم يا لقمان لعدن؟"
فرد لقمان: أسسنا بعض النوادي. "في إشارة للنوادي الثقافية آنذاك".
فأدرك لقمان التورية في كلمة clubbed والتي تعني أدى ما عليه من نفقات وواجبات, ومعناها يضرب بهراوة ومعناها ناد, أي كانت التورية " ضربتم ضربتكم بالنوادي". ونأمل أن نضرب ضربتنا أيضا من خلال منتدى عدن أجين الثقافي.
