الاحزاب السياسية هي منظومات سياسية تسير وفق برامج داخلية مستمدة من ايديولوجيات مستوردة معينة اما شرقية او غربية او مختلطة بالاضافة الى الاحزاب المستقلة والاسلامية وتخضع تلك الاحزاب لقيادة نخب سياسية حاملة لنفس الفكر ويسعى كل تنظيم او حزب الى الترويج لفكرتة والتأثير على عقول وقناعات الناس لكسب واستقطاب قاعدة شعبية كبيرة يستمد منها شرعية تمكنة من الوصول الى سدة الحكم هذه النظرية السائدة في المعسكر الغربي حيث التعددية وتنافس الاحزاب مع استقلالية (الدستور) باعتبارة (اعلى) مرجعية توافقية في البلد استمد شرعيتة من الشعب اما في المعسكر الشرقي فسياسة الحزب الواحد هي السائدة . فالحزب ونظريتة وفكرة وبرنامجة الداخلي هي المستحوذة والمهيمنة على كل شي ويعد برنامجها الداخلي بمثابة الدستور ( المرجعية العلياء) للبلد ومنها تستمد التشريعات و القوانين ويتم فرض افكارة بين اوساط الشعب بطريقة شبة تعسفية عبر جهازة التنظيمي والاستخباراتي وعبر قواعدة وفي هذا الاطار تبنى اجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة وفق نظرية الحزب التي منها تستمد التشريعات والقوانين وتكتسب شرعيتها من ( الحزب) وتخضع جميع دوائر الدولة بما فيها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لامرة الحاكم الاعلى (امين عام الحزب ) وكانت الوحدة اليمنية بين نظامين احدهما استمد شرعيتة من ايديولوجية الحزب الاشتراكي اليمني وليس من (الشعب) وآخر استمد شرعيتة بالتزكية من شيوخ القبائل . وكان حينها علي سالم البيض امين عام الحزب الاشتراكي قد استمد صك الشرعية من حزبة وليس من شعب الجنوب ومن هنا نستخلص ان الشعب في الجنوب لم يعطي الشرعية لآحد ؟ واليوم نرى البعض ممن يقبعون في المكاتب المكيفة يتغنون بشرعية (يدعونها) وينسبونها لانفسهم عبثآ ولم يصرفها شعب الجنوب لهم اطلاقآ فلم نرى احدهم في الساحات يتذوق ماذاقة الرجال في الميادين والسجون حتى ينالها . ويسعون الى استعادة ذاك النظام القديم بالتحايل على الشعب المسكين وتجلى ذلك بوضوح من خلال سياسة الاقصاء التي يمارسونها ضد المناضلين الصامدين في الميادين في مقدمتهم المناضل الجسور حسن احمد باعوم المستمد شرعيتة من ميادين العز والشرف من وسط الجماهير الكادحة من ساحات الجنوب .
للاسف الشديد لاتزال قيادات الحزب الاشتراكي اليمني تصرف صكوك الشرعية لقيادات وانصار حزبها بغية الهيمنة على الشارع الجنوبي وسحب بساط الثورة بطريقة خبيثة من تحت اقدام الثوار في الجنوب ختامآ كنا نرجوا ان يغتدي قادة حزبناء المندثر وثوار مكتبة بزعامات فكرهم ومرجعياتهم امثال لينين وماركس و كاسترو وجيفارا ممن خاضوا الصولات والجولات الى جانب شعوبهم في الميادين يدآ بيد فاصبحوا اسطورة خالدة تتناقلها الاجيال ولكن ياترى بماذا يتحدث التاريخ عن قادة الجنوب ممن تكحلت اعينهم برؤية وطنهم وهو يتمزق وينهار .