بعيدا عن معسول الكلمات وزخرف القول,وبعيدا عن المداهنات والنفق والزيف والظلال..بعيدا عن ماتضمره الأنفس في بواطنها وماتدعيه الألسن في نطقها,بعيدا عن أولئك الذين يلقونك بأذرع مفتوحة ويخفون في دواخلهم حقد الحاقدين والشر المستطير.. أبى قلمي الغض النحيل إلا ان يخط كلماتي لأهلي وأبناء جلدتي ولمدينتي التي ترعرعت فيها وتمرقت في تربتها ولعبت في أزقتها وشوارعها,إلى أهلها الذين يغلب عليهم طابع البراءة والطيبة وترتسم على ملامحهم علامات الطهر والنقاء وتغلفهم البساطة الممزوجة (بالسذاجة) ,أخط كلماتي التي تنبع من منطلق حرصي وخوفي عليهم وعلى مدينتنا من عبث العابثين وكيد الكائدين وتربص المتربصين المخربين الذين لن يأتي من خلف (شيطنتهم) وطفولتهم وسذاجتهم وحميتهم الجاهلية إلا المصائب والويل لها ولأهلها الشرفاء البسطاء الذين ينشدون الأمن والأمان ويبحثون عن الاستقرار وراحة البال.. إلى الشرفاء البسطاء الذين تأبى عزتهم وكرامتهم أن يكونوا بتعيين لكل من أراد أن يعيث فسادا في المدينة وينكل ويشرد أهلها دون سبب يذكر غير أن عقليته وحميته الجاهلية هي من قادته وقادت أمثاله لأن يدعون الوصاية على المدينة ويتحدثون بلسان أهلها الذين لم ولن يكونوا ممن يبيعون ضمائرهم ويتخلون عن مبادئهم ويتناسون إنسانيتهم ومدينتهم.. إليهم فقط دون غيرهم دون أولئك الحمقى الذين أفرغوا رؤوسهم من عقولهم وجعلوها مجرد جماجم فارغة لاتعي ولاتدرك عواقب الأمور ولاتفكر مطلقا في تصرفاتهم (وطيشنتهم) التي يظنون أن فيها عزة الأوطان وكرامة الرجال والأوطان والرجال أبرياء من مثل هكذا عقول لا تفكر إلا في مصلحتها وإشباع نهم جوعها وسطوتها وغريزة السلب والنهب والتفاخر بما تطاله أيديهم الآثمة والملطخة بما اقترفته من قذارات.. أحببت أن أثير فيهم إنسانيتهم وانتمائهم وحرصهم وخوفهم على مدينتهم وعلى أمنها وأمانها واستقرارها وحمايتها من كل أولئك النفر المخربين, من أولئك المفسدين الذين ووجودهم وانتمائهم لمدينة مسالمة وادعه هو وبال ومصيبة لها ولأهلها.. أحببت أن أيقظ شهامتهم التي لم تقبل الذل يوما ولن تقبل أن تنجب من أحشائها أشخاص يتنكرون لها ولأهلها ويجرون لها أذيال الخزي والعار والويل والوبال ويكونون سبب في خرابها وخلوها على عروشها وتلاشي أهلها بين الخوف والقلق والضياع والتنكيل.. لهم أقول لاتكونوا ( إمعة) بيد الآخرين ولا تكونوا مجرد أشياء يحركها الآخرين ولا تكونوا بلا هوية أو شخصية يسيرونكم الآخرين كيف شاءوا ومتى شاءوا دون أن تنطقوا ببنت شفة أو ترفضوا أملاءاتهم وقراراتهم السخيفة, لاتكونوا ممن لا إرادة لهم أو مبادئ , ولا تكونوا ممن يخدعون بمعسول الكلام وزخرف القول.. لا تنتظروا حتى ينقلب عاليها سافلها وتغدوا خالية على عروشها بعد يحولها المخربون إلى مدينه أشباح يسكنها الخوف ويستوطنها التوجس ويسمع فيها أنفاس الموت إن كان للموت أنفاس تسمع.. لا تدعوا الهمجيين والدخلاء عليها من يجرونها إلى مربع العنف والحرب والدمار والويلات ثم حينما يحق الحق يولون الأدبار ويدسون رؤوسهم في التراب كالنعام ويجني البسطاء والأبرياء أخطأ هؤلاء ويدفعون ضرائب حماقاتهم..