نجح اللاعب الألماني مسعود أوزيل في فرض نفسه كواحد من النجوم المثيرين للجدل في الوسط الكروي و الإعلامي الإنكليزي بعد انقضاء نحو ستة أشهر على انضمامه إلى صفوف نادي أرسنال الإنكليزي قادماً إليه من نادي ريال مدريد الإسباني قبل ساعات من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في صفقة تاريخية قافت الخمسين مليون يورو . وجاء تعاقد النادي اللندني مع الموهبة الألمانية بالتزامن مع احتلال القنرز لصدارة ترتيب الدوري الممتاز لأول مرة منذ تتويجه باللقب عام 2004 ، حيث قسم عازف الليل الوسط الإعلامي الإنكليزي إلى قسمين ، القسم الأول يؤكد بإن النتائج الإيجابية التي حققها المدفعجية يعود الفضل الأكبر فيها إليه بينما يرى القسم الثاني العكس تماماً .
مراقبين : أوزيل قدم الإضافة الكبيرة ويأتي على رأس المؤيدين لأوزيل مدربه الفرنسي ارسين فينغر الذي كان وراء اقناعه بالقدوم إلى لندن حيث راهن عليه ليكون مايسترو الفريق هذا الموسم و سد الفراغ الرهيب الذي تركه المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي رغم الاختلاف الفني بينهما في مركز اللعب ، و ما يؤكد ذلك أن اوزيل ظل دوما متواجداً في التشكيل الأساسي للأرسنال .
ولم يكن الخبير الفرنسي وحده من يشيد بقدرات و دور أوزيل في صفوف الفريق فهناك الكثير من المتابعين و من عشاق المدفعجية من يدعم موقف المدرب الفرنسي ، و يؤكدون من خلاله بان أوزيل قدم الإضافة التي كان يفتقدها المدفعجية على مختلف الأصعدة .
وأوضح مراقبين أن أوزيل قدم عدة فوائد لقلعة الإمارات منذ انضمامه إليها ، فعلى الصعيد الفني فإن الفريق استفاد كثيراً من موهبته في هندسة اللعب وفق ما يريده فينغر و حفظ توازن الخطوط الثلاثة التي ظلت تعاني في المواسم الأخيرة من اختلالات خطيرة اثرت سلباً على نتائج الفريق على الرغم من تواجد عناصر عالية المستوى .
ومن الناحية المعنوية فإن قدوم أوزيل كان فعلاً فأل خير على النادي اللندني الذي اصبح له نجماً من طينة اللاعبين الكبار مثله مثل بقية الأندية العريقة الآخرى و يرون بإن النتائج التي تحققت هذا الموسم ما كانت لتتحقق لولا التعاقد مع أوزيل فهو الحلقة الوحيدة التي كانت غائبة عن الفريق ، مستشهدين على ذلك بإن نفس التعداد من اللاعبين كان ذاته موجوداً الموسم المنصرم و مع ذلك فشل النادي في إعتلاء الصدارة بل انه كان قاب قوسين أو ادنى من خسارة المقعد المؤهل لدوري أبطال أوروبا لولا تحسن نتائجه في الجولات الأخيرة و تعثر منافسه توتنهام.
نقاد : أوزيل لم يكن دوره جوهرياً وفي الجهة الآخرى فإن هناك نقاد قلّلوا من قيمة و دور أوزيل مع أرسنال هذا الموسم و ابرزهم نجم مانشستر يونايتد و الأسود الثلاث سابقاً غاري نيفيل – ابرز محللي مباريات البريميير ليغ – الذي رفض اعتبار الدولي الألماني سبباً في تحسن نتائج المدفعجية ، مشيراً أن التحسن جاء بفضل عوامل آخرى أهم بكثير من تأثير فرد واحد في فريق يعتمد بشكل رئيسي على اللعب الجماعي ، مؤكداً أن هناك أسماء آخرى أفضل من اوزيل و أكثر تاثيراً على نتائج أنديتها و خص بالذكر المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول و المهاجم البلجيكي ايدن هازارد لاعب تشيلسي ، و متوسط الميدان البرازيلي باولينهو في توتنهام هوتسبيرز.
و بالنسبة لنيفيل و مؤيديه فإن الاحصائيات تؤكد تواضع الدور الذي قام به عازف الليل مع الأرسنال، حيث أوضحت الاحصائيات أنه على الرغم من خوضه 16 مباراة إلا أنه لم يسجل سوى أربعة أهداف بل و لم يقدم سوى 41 تمريرة صحيحة في وقت سجل فيه السفاح سواريز 22 هدفاً و منح لناديه الريدز نقاطا كثيرة ما كان ليحصل عليها لولاه.
وتجسدت نظرة الجهات المستصغرة لدور اوزيل مع أرسنال في تفضيلها للمهاجم سواريز و اختياره كأفضل لاعب في الدوري حتى الآن .
وبرأي هؤلاء فإن إثارة أوزيل للجدل لدى الإنكليز مردها قدومه من نادٍ كبير مثل ريال مدريد الإسباني مقابل مبلغ ضخم أيضاً لم يعتد على دفعه المدر الفرنسي فينغر ، وأنه لولا ذلك لم تصدرت صفقة التعاقد الصفحات الرئيسية لوسائل الإعلام الرياضية ، فهو لاعب عادي جعلت منه الظروف نجماً .