نظمت يوم أمس مؤسسة المستقبل للتأهيل وتنمية الوعي والقدرات ورشة عمل بعنوان "منظمات المجتمع المدني ودور العمل التطوعي" في مديرية خور مكسر بعدن . وتطرقت الورشة إلى تعريف منظمات المجتمع المدني والعمل التطوعي, وأهميتهما وأبرزت المشاكل التي يتعرضان لها, وتخللها نقاش مستفيض وجاد بين الحضور, واستخرجوا عند نهايتها عدد من الاستنتاجات والحلول لحل هذه المشاكل . الجدير بالذكر أن هذه الورشة تعد أولى فعاليات مؤسسة المستقبل المولودة الجديدة لمنظمات المجتمع المدني بعدن, والتي تسعى ومند خطواتها الأولى على التأكيد على أهمية العمل التطوعي, حيث صرحت الأستاذة منال مهيم رئيس المؤسسة بأن العمل التطوعي لأي مجتمع ركيزة أساسية لبنائه ؛ ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين. ولا تتراجع وتيرته مع انخفاض المردود المادي له، وإنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه ؛ وهي القيم والحوافز الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.
وأضافت إلى إن مختلف المؤسسات والجمعيات في مدينة عدن تشكو نقصا في المتطوعين وعزوفا شديدا عن المشاركة في الأنشطة، وانخفاضا في عدد المنتسبين، وغيرها من السلبيات التي تحول دون تفعيل مشاركتها في تنمية المجتمع، مما أدى إلى تعطيل وتراجع في كثير من أنشطة مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية وسبب ذلك يعود إلى عدم انتشار ثقافة (العمل التطوع وأهميته) بالمعنى المعرفي، لدى أفراد المجتمع ولدى المؤسسات الحكومية، والخاصة، وفي المدارس والجامعات, بالإضافة إلى عدم توافر البيئة التطوعية الملائمة لعمل المؤسسات التطوعي, ونقص الكوادر البشرية ذات الكفاءة .فضلا عن ضعف قدرتها على وضع الاستراتيجيات وخطط العمل المناسبة على أساس مبدأ المشاركة والتشاور وفق آليات العمل المؤسسي .
وترى مهيم أن مجمل ما سبق كان نتيجة للإقصاء والتهميش وثقافة التميز والتمايز التي مرت بها مدينة عدن منذ هزيمة احد أطراف إعلان الوحدة. وقبلها احتكار نظام الحزب الواحد لكل مؤسسات المجتمع السياسية والمدنية والنقابية, ومن هنا ارتأينا في مؤسسة المستقبل أن نطرق هذا الباب والذي يعد احد قيم المؤسسة؛ وسبيل تقدم وتطور المجتمعات وتشجيع أفراد المجتمع وخاصة الشباب (مفتاح هذا الباب) والذين يمثلون الشريحة الأكبر من شرائح المجتمع وذلك بتأهيلهم لدفع وتسخير طاقاتهم وقدراتهم للنهوض بالعمل المؤسسي الذي يسهم في جمع الجهود والطاقات الاجتماعية المبعثرة للوصول إلى المستقبل المشرق .
ودربت في ورشة العمل المدربة الشابة صابرين حسن, التي أشارت إلى أن الهدف من هذه الورشة هو مواجهة الواقع عن طريق حلقة وصل تجمع الشباب و عدد لا بأس به من منظمات المجتمع المدني مع بعضهم لمناقشة التحديات التي تقف أمامهم و البحث سويا عن حلول لها، مع السعي و الحث على أهمية العمل الطوعي لما له من أثر إيجابي في مصلحة المجتمع .
وحضر الورشة عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المختلفة والفاعلة بعدن, وعدد من الإعلاميين و الشباب المستقل .
