غدا.. الجمعة (7 فبراير).. هو الذكرى السنوية الأولى لرحيله, وكان التتالي والتتابع قد ميزا هذه المرحلة.. فالوفاة كانت يوم الخميس, وأُعلن عن مراسم الدفن بعد صلاة الجمعة, لكن كانت الوصية هي الفيصل, وتم الدفن مساء الخميس نفسه, وها هي الذكرى تعود في جمعة مباركة على روح الفقيد المرحوم الأستاذ الفنان الشامل محمد مرشد ناجي.. رحمة الله عليه. بالأمس احتفلت (قناة عدن الفضائية) بالراحل, كنوع من الوفاء ورد الجميل لرجل خدم الفن والثقافة والمجتمع والوطن، وكان له قصب السبق في هذه القناة العتيدة, وصوت المرشدي كان المجلجل عبر أثير وتلفاز عدن, سواء عبر نقل فعالياته من القاهرة أم في استديوهات الإذاعة التلفزيون.. ولعلنا قد سحرتنا أعماله، لكن عملين اثنين استأثرا بحب الناس وإعجابهم وصاروا يرددونهما باستمرار تفاعلاً تلقائياً وحباً للمرشدي وصوته الجهور الجميل.
كانت (نشوان) أغنية وأنشودة شدت الجماهير وأخذت حيزاً كبيراً من اهتماماتها، وسيطرت لدى البعض على كل أحاسيسهم, ما جعلها في صدارة الأعمال الخالدة للمرشدي بدون منازع.. ثم تلاها (تاج النهار) التي قيلت بالعامية المحببة وهي كلمات (ذو يزن) الذي عرف فيما بعد أنه (عبدالفتاح إسماعيل) رحمة الله عليهما (فتاح والمرشدي).. وكانت (نشوان) لسلطان الصريمي الشاعر المعروف بغزلياته وثورياته على السواء.. ولعمري أن المرشدي برغم رصيده الكبير والأثير, فقد كان هذان العملان قمة العطاء والتميز, وأضافا لرصيده الكثير الكثير.. ما عمق المسار المعطاء لمسيرة رجل متميز، مثقف، سياسي, كاتب, إنسان محب الحياة وكل ما فيها.
غدا، وبمشاركة (البيت الثقافي العدني) نحتفي أيضا بالذكرى الأولى لرحيل (تاج النهار) بإشراف السيدة إسراء السقاف رئيس البيت.. وهو موقف يضاف لمواقف المرأة المتميزة بعدن.. على الدوام.. كما أن معهد جميل غانم وهو يستضيف هذه الفعالية إنما يعد ذلك مساهمة ومشاركة فنان موسيقار لفنان شامل وأثير في ذكرى عطرة كهذه, ورحم الله الاثنين، فهما ذاكرة وذكرى لعدن والفن الأصيل.
ختاماً.. ونحن نترحم على أبي علي بعد مرور عام على رحيله.. نترحم على الكثير من أمثاله أعطوا كل ما عندهم لعدن وناسها وأهلها، فنا وطرباً وموسيقى.. ولم يأخذوا معهم إلا أكفانهم وسمعتهم التي توزن بالجبال.. وشي لله يا مرشدي!.