تمر علينا في الخامس من فبراير2008م الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الغنائي اليمني الكبير حسين بن أبي بكر المحضار الموسوعة الغنائية والفنية والأدبية الذي قدم اللوحات الغنائية الجميلة بريشة إبداعية متميزة فقد غنى للوحدة اليمنية لمساراتها وإنجازاتها..وغنى لسعاد الزبينة حتى نما وترعرع عشقه وحبه وحنانه العاطفي وغنى حضرموت بتجليات حضارتها وتاريخها وما يسكن في بطنها من الذهب والنفط والغاز وفي بحرها ومياهها ونخيلها على امتداد الرقعة الجغرافية بتضاريسها وتعرجات ساحلها وداخلها. وللشاعر المحضار رحمه الله تجربة رائدة وفريدة في الشعر الغزلي بخيال عاطفي متدفق وإيحاء شعري سيطر على كل شيء في إحساسه وحبه العميق ..فكانت تجربته في شعر الغزل تميزت عن غيرها من التجارب الفنية..فكانت له توليدات ومنطلقات شعرية جميلة بالكثير من المعاني البديعة الرائعة في مختلف أشعاره الغزلية والتي كما وصفها الكثير من المفكرين والأدباء ومن بينهم المؤرخ اليمني الكبير المرحوم محمد عبدالقادر بامطرف في كثير من مؤلفاته وكتاباته بأنها لاتقل براعة وإبداعاً وجمالاً شعرياً عن توليدات كبار شعراء الفصحى كما هو في كثير من أغانيه بكلماتها المعبرة والحانها المؤثرة بلون عاطفي آخاذ وكلمات تضرم السعير في القلب المعذب الكسير كما في أغنية «نار بعدك ياحبيبي نار والله نار»وأغنية «اسعد زمان العشق ..من وعدك إلى أن ألقاك..مامع العاشق بصر غير الدموع» وفي دراسته الأدبية شارك المؤرخ بامطرف في فقرة بارزة من الدراسة بين شاعرنا اليمني الغنائي الكبير حسين المحضار والشاعر الجاهلي الملك الضليل امرئ القيس بن حجر الكندي الحضرمي واصفاً المحضار بأنه مدرسة فنية يتعلم منها الآدباء والشعراء والفنانون مشيراً إلى أن كلمات المحضار وأغانيه الغزلية المرهفة تذكرني بالبيت الشعري لأبي الطيب المتنبي حيث يقول:«واحلى الهوى ماشك في الوصل ربه» وفي البيت الشعري لأمرئ القيس حيث يقول لمعشوقته: أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعت صرمي فاجملي أغرك منى أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعلِ وفي قول أبي فراس الحمداني :«فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى». وفي دراسة أخرى وصفه المؤرخ اليمني الكبير سعيد عوض باوزير في مثلثه الثقافي..الثقافة وسيلتنا إلى الكفاح..أنه يصدعّ أروع معاني الحب العنيف الجارف والوجدان العميق الصادق في لهجة محلية محببة إلى النفوس والقلوب. ومن أثار شاعرنا المحضار المرحوم...القيمة والجميلة الخالدة..الدواوين الشعرية..دموع العشاق ابتسامات العشاق حنين العشاق أشجان العشاق وترك ثروة شعرية محظوظة من كل اهتمام من قبل الجهات المسئولة عن البحث عما ترك المحضار وفي مقدمتهم ابنه الشاعر محضار حسين المحضار ...رحم الله شاعرنا الغنائي الكبير حسين أبوبكر المحضار وطيب الله ثراه.