كنا وكان الناس من قبل نؤمن ونعتقد أنه ليس بالإمكان لطائرة أن تحلق من دون طيار إلا أننا في زمن الابتكارات والاختراعات والتقدم التكنولوجي وجدنا تلك الطائرة ، ولكن السؤال هنا : هل سنجد حكومة بلا " طيار " ؟ واقصد بالطيار هنا تلكم الخطط والأهداف المستقبلية والإستراتيجية التي تعتمد الحكومة تنفيذها والقيام بها . ان الكثير وللأسف الشديد من أنظمة الحكم في وطننا العربي وكثيرمن الدول " إلا من رحم ربي " تحكم وتسير أمور البلاد بطريقة عشوائية وكأنها حكومة تصريف أعمال حالها كحال أهل النار في قوله تعالى (( كلما دخلت أمة لعنت أختها )) وهذا هو سبب فشلها .
إن عدم تحديد الأهداف والخطط المستقبلية التي تنوي الحكومات والإدارات والمؤسسات تنفيذها وغياب الرقابة والمساءلة جعل من هذا الأمر (( الحكم بلا أهداف وخطط )) يتحول من مشكلة إلى ظاهرة.
حدثني أحد العاملين في مؤسسة المياه والصرف الصحي – سيئون ،، قائلاً : إنه لما كانت شركة " دين دار " تدير مشروع المياه في سيئون عام 1983م وضعة خطة مستقبلية ل 50 سنة تشمل العمل في حقول جديدة وبناء خزانات وتوصيل شبكة المياه لعدد من التجمعات السكانية وتابع قوله أننا وللأسف الشديد بعد تسلمنا للمشروع لم نعد خططا مستقبلية ودراسات بل كان عملنا شبه عشوائي .
إن تحديد الأهداف والأدوار والخطط المستقبلية ليست هي من أعمال الحكومات والمؤسسات والإدارات فقط بل هي مطلوبة من الجميع المعلم ألتاجر ألمزارع الطالب... الخ، وحتى على المستوى الشخصي فمثلا لو أراد شخص شراء سيارة في العام القادم فإنه يعد خطة ويبدءا بادخار المال من ذلك اليوم وهكذا .
عزيزي القارئ : إن طائرة بلا طيار لا يمكن أن تطير أو أنها يتحكم بها عن بعد وهكذا أنت ،، وأن حكومة بلا أهداف وخطط مرسومة ومدروسة هي حكومة فاشلة ! واعلم أن هناك علاقة وظيفية ما بين النجاح ورسم الخطط والأهداف المستقبلية ، فاحرص على رسم أهدافك ، وأتمنى لك دوام النجاح والتوفيق .