أخيرا حط المؤتمر الحواري رحالة على عتبات مرحلة سُميت بالتأسيسية تتجاذبها في اعتقادي بعض مراكز القوى التقليدية اليوم لتصيرها مرحلة سي سية على منوال المرحلة المصرية الأخيرة التي قلب المشير السيسي فيها ظهر المجن لأخوان مصر. هذا بدلالة تسارع نمو الأزمة الأمنية الأخيرة في عاصمة الدولة اليمنية صنعاء والمصاحبة لحملة تحريضية ضد الرئيس هادي . -ولجنا في فصل سياسي جديد يتقدمه المبعوث ألأممي جمال بنعمر بعد أخذ القياسات حاملا مشرط طبيب جراح يؤقلم ويشرخ الجسد الجنوبي نصفين ! هذا المشرط الذي يؤقلم ولا يُقلّم أظافر ومخالب قوى النفوذ التقليدية الشمالية العابثة بالجسد الجنوبي المخضب بالدم لا أظنه مشرط طبيب! بل هو مشرط جزار متفاني في ذبح المذبوح أصلاً! تاركا أظافر ومخالب هذه القوى تنمو وتنهش أعضاء هذا الجسد المُمدد على خارطة الغنيمة والنهش اليمني عضو عضو ,بل ومشاركا بخريطة نهش وأقلمة وتقسيم كارثية بحق الجنوب. أليس من الأسهل بل والأحرى بصاحب هذا المشرط المؤقلم تقليم أظافر ومخالب مراكز القوى الشمالية التي عاثت في الجنوب ظلما وفسادا بدلا من أقلمة وتقليم الجسد الجنوبي الأمرد ؟!! هل أظافر ومخالب هؤلاء الناهشة تساوي وتعدل خريطة الوطن الجنوبي ؟! أم هل أظافر ومخالب هؤلاء الناهشة أقوى و اعتى من إرادة شعب كالشعب الجنوبي؟! -مر مؤتمر الحوار اليمني من هنا من مرحلة تنفيسية نفّس فيها جمهور المتحاورين عن مكنوناتهم النفسية , هذه المرحلة التنفيسية كانت بمثابة مرحلة إفراغ شحنات سالبة في قاعة مغلقة ينعدم فيها الهواء الطلق إذا ما رفع فيها العلم الجنوبي لا يرفرف ,و يقول لنا هذا الفضاء المغلق أن حل القضية الجنوبية إذا ما اعتبرناها قضية يمنية وطنية هو: شرخ الوطن الجنوبي نصفين: نصف شرقي يؤكل ونصف غربي يتآكل ,وإذا ما قرأنا سيرة حياة هذا الحواراليمني فيما يخص القضية الجنوبية لوجدنا بدايته الحوارية كانت بالحديث عن جذور القضية الجنوبية الجذور المتعددة الطول والشكل والتي أنتجت سيقان وأوراق لا تمت إلى جذور القضية الجنوبية التي قُدمت بصلة, وكأن مؤتمر الحوار اليمني عبارة عن شجرة هجينة تشبه تماما شجرة الوحدة اليمنية الهجينة . -أعتقد أن المرحلة التأسيسية المفترض لها الاتجاه شمالا قد ضلت طريقها عن عمد واتجهت جنوبا لتأسيس دولة اتحادية ببداية مركزية شمالية تتناقض مع مضمونها الاتحادي اللامركزي ,دولة اتحادية على أنقاض بشرية من الجنوبيين لا تختلف عن الدولة الوحدوية التي أتت على نفس الأنقاض البشرية الجنوبية ,هذه المرحلة التي ارتكزت على نظام الأقاليم كحل سحري محوري ركزت أيضا كامل قوتها على الجنوب باعتباره المعرقل الشكلي لهذا الحل الشكلي. -إذاً كيف لنا أن نستوعب ظهور صنعاء اليوم بمركزية القوة الشمالية الضاربة في بداية مرحلة يقال عنها أنها لامركزية!! -فصنعاء التي أدارت ظهرها عن الشمال ويممت وجهها شطر الجنوب على اعتبار أن أُسس وشروط الدولة الاتحادية المدنية مستوفية في الشمال! (فالشعب الشمالي اليمني مدني جدا جدا والوضع الأمني هناك ممتاز جدا والمواطنة المتساوية في أحسن حالاتها والقبائل الشمالية أصبحت قبائل منزوعة السلاح قابلة للطرق والسحب, وأظافر ومخالب حاشد والحوثيين على حد سواء قُلمت وتأقلمت! )لا تزال هي صنعاء في عيون الجنوبيين!