كتب : أحمد الشمسى لا يشعر «سعيد سالم» بالغربة فى وطنه الثانى مصر، رغم مولده فى «اليمن» ونشأته فيها، فسنوات دراسته السبع، كانت كفيلة بمحو الفوارق بين البلدين، الثورات التى أصابت «مصر» و«اليمن»، بالنسبة له متشابهتان إلى حد كبير، سواء فى عزل النظام الحاكم، أو حالة عدم الاستقرار، نهاية حتى بالتفجيرات التى تندلع فى دول الربيع العربى، الطالب بكلية الطب، لم يعبأ بالذهاب إلى اليمن، نظر لبيان مجلس شباب الثورة السلمية بعين السخرية، فهو يطالب بذات المطالب التى لم تتحقق فى دول الثورات «إسقاط الفساد، إعادة الأموال المنهوبة، إلغاء اتفاقيات الغاز المجحفة، وجود قانون يسمح بحرية تداول المعلومات»، يؤكد «سعيد»: «مفيش حاجة اتغيرت.. كلها شبه بعضها».
مجلس شباب الثورة السلمية فى اليمن، أصدر بيانه بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، مطالبين باستكمال تحقيق أهداف الثورة، والمطالبة بإصدار قانون استرداد الأموال العامة المنهوبة، علاوة على مطالب أخرى تمثلت فى استكمال هيكلة الجيش والأمن، وإعلان 11 فبراير عيداً وطنياً.
يرى د. سمير غطاس -رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية- أن الأزمة الحقيقية فى تكرار المطالب من التكتلات الثورية تكمن فى المطالب العامة التى تطالب بها، علاوة على خشيتهم من إعادة الدولة لرموز النظام القديم، موضحاً: «فى تونس تم إعداد دستور أفضل من الدستور السابق، - خدمة عدن الغد الاخبارية - لكن دون نظام سياسى قوى يحميه وهو ما يبعث الخوف فى نفوس الشباب من إعادة إنتاج النظام القديم»، وهى نفس التجربة فى مصر -حسب «غطاس»- ويتابع: «فيه مشاكل كتير فى مصر، بنستورد ب72 مليار دولار سنوياً، ونصدر ما يعادل قيمته 26 ملياراً، أضف إلى ذلك ديون مصر الخارجية التى تبلغ 54 مليار دولار، لكن عجز التكتلات عن طرح مشروع قومى وتمسكها بتحقيق مطالب عامة، مثل عيش وحرية وعدالة اجتماعية يجعل من المستحيل تنفيذ مثل هذه المطالب».