اهتمت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين بالعديد من موضوعات الشؤون الدولية والشرق الأوسط. في الديلي تليغراف، نطالع تقريرا لمراسلة الصحيفة، روث شيرلوك، من الهرمل بسهل البقاع عن زيادة عدد اللبنانيين الذين ينخرطون في صفوف حزب الله لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد.وبحسب شيرلوك، فإن هذه الزيادة تأتي بسبب موجة تفجيرات تستهدف بلدات وقرى ذات أغلبية شيعية، حيث ترى هذه "الطائفة من الأقلية على نحو متزايد أن بقاءها مرتبط ببقاء الأسد". وتنقل المراسلة عن أفراد بالجماعة قولهم إن هذه الزيادة تأتي مع "امتداد الصراع الطائفي من الحرب الأهلية السورية." وأضافت شيرلوك أن أحد أنصار حزب الله، الذي طلب عدم نشر إسمه، أكد لها خلال مقابلة أجرتها معه أن جميع الرجال في منطقة الهرمل بحوزتهم أسلحة وهم يريدون الذهاب إلى سوريا للقتال، سواء كانوا عناصر تابعة للحزب أم لا. وأضاف أن "الوضع معقد للغاية، وعلينا القتال من أجل الشيعة".
وأوضحت المراسلة أن بلدة الهرمل لم تعد هادئة كالسابق، فأجواء الحرب تفوح في أرجائها، فهناك أكياس من الرمل مرصوصة أمام أشهر مقاهي البلدة، كما أن سيارات فرع الاستخبارات بحزب الله - المعروفة بزجاجها الأسود ولا تحمل لوحات أرقام - منتشرة في كل مكان لمراقبة حركة المارة والسكان. وأكدت شيرلوك أن عنصرين من جماعة حزب الله أكدا لها في مناسبتين مختلفتين أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الشباب الجدد الذين يطالبون بالذهاب إلى سوريا والقتال فيها. وأشارا إلى أن الشباب يدربون جيداً ثم يرسلون إلى سوريا إن كانوا مستعدين للقتال.
وقالت كاتبة التقرير إن الآلاف من المقاتلين ذهبوا إلى سوريا للقتال دعماً لقوات الرئيس السوري بشار الأسد خلال العامين الماضين، كما أنهم وفروا دعماً لوجيستياً واستخباراتياً للقوات الحكومية مما قلب موازيين المعركة لتصب في كفة الأسد. وقال أحمد جوهري (23 عاماً) للمراسلة "نحن بحاجة لحماية أنفسنا. فإذا لم نذهب إليهم، سيأتون هم إلينا، وإن لم نهاجم المتطرفين الوهابيين من السنّة بقوة، فإنهم سيهاجموننا". ومضى قائلا إن "معظم أصدقائي يريدون الذهاب والقتال في سوريا، إلا أن الحزب لا يوافق على إرسال الجميع، يجب أن يتلقوا تدريباً معيناً". وأضاف جوهري "أنا أعمل في المستشفى، وأتمنى أن يختارني الحزب لكي أقاتل في سوريا".
هدوء وتريث: نطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لجوناثان ستيل بعنوان " الأزمة الأوكرانية: على جون كيري والناتو التحلي بالهدوء وعدم التدخل". وقال ستيل إن "ردود الفعل الهسيتيرية على التحرك العسكري الروسي في شبة جزيرة القرم لن يجدي نفعاً"، مضيفاً "كييف وحدها تستطيع إيقاف تحول الأزمة الأوكرانية إلى كارثة". وأضاف ستيل أن "تعتبر تهديدات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بطرد روسيا من مجموعة الدول الثماني للدول المتقدمة (G8) ومطالبة الحكومة الأوكرانية بتدخل حلف الناتو مؤشر خطير على تطور الأزمة الأوكرانية التي يسهل احتوائها في حال صفاء بعض الأذهان". واعتبر كاتب المقال تسرع كيري بمعاقبة روسيا قراراً خاطئاً، إضافة إلى قرار الناتو بالاستجابة لمطالب كييف وذلك بعقد مؤتمر لأعضاء دول الثماني اليوم. وأوضح أن على الناتو عدم التدخل في الشأن الأوكراني لأن أغلبية المواطنين الأوكرانيين هم ضد عضوية بلادهم في حلف شمالي الأطلسي (الناتو) وذلك بحسب جميع الاستفتاءات التي أجريت في البلاد منذ الاستقلال.وأشار ستيل إلى أن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بالرغم من إساءة استخدامه السلطة والفساد، كان أول رئيس معارض لعضوية حلف شمال الاطلسي في حملته الانتخابية. وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في مؤتمر الأمن في ميونيخ قبيل الأزمة الأوكرانية : "يجب أن تتمتع أوكرانيا بحرية اختيار طريقها الخاص من دون أي ضغوط خارجية، أي أنه" لولا وجود الوحوش الروس ، لكانت أوكرانيا جزءاً منا اليوم".
وأضاف ستيل أن الوقت لم يفت لإستخدام الحكمة لحل الأزمة الأوكرانية، فتحرك القوات الروسية إلى شبة جزيرة القرم المؤيدة لروسيا، يعتبر خرقاً لمعاهدة الصداقة المبرمة بين روسياوأوكرانيا في عام 1997، إلا أن تدخلها غير القانوني يبقى أقل وطئاً من التدخل الذي قادته الولاياتالمتحدة في غزوها العراق وأفغانستان، حيث أصدرت الأممالمتحدة الموافقة على قرار الغزو بعد أسابيع من غزو البلدين. وختم ستيل بالقول إن "مسؤولية إنقاذ أوكرانيا من أزمتها الحالية ليس بيد واشنطن وبروكسل وموسكو، بل بيد كييف وحدها" . أوباما ونتنياهو: وتطرقت صحيفة الفايننشال تايمز إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو للرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض المرتقبة اليوم الاثنين. وقالت الصحيفة إن نتنياهو عادة ما يستقبل في واشنطن وسط تصفيق جميع أعضاء الكونغرس الأمريكي وتملق أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل (إيباك). وقالت الصحيفة إن نتنياهو سيحاول خلال لقائه أوباما تحقيق مطالب حكومته اليمينية المتطرفة وتطلعات (إيباك) بفرض عقوبات جديدة على إيران، الأمر الذي سيعرقل المفاوضات الجارية مع إيران بخصوص برنامجها النووي. وأوضحت الصحيفة أن على رأس جدول أعمال اجتماع أوباما ونتنياهو، الحصول على موافقة نتنياهو على "إطار" للإتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين وضعها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مشيرة إلى أن أوباما سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 17 من هذا الشهر من أجل الغرض نفسه.
ورأت الإفتتاحية أن هناك عوامل عدة تحول دون التوصل إلى حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ومنها فكرة الإطار التي قد يكون محتواها حل الدولتين واعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة مع القدس الشرقية عاصمة لها، والمستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى أنه ليس هناك ما يدل، على الإطلاق، على أن الائتلاف الإسرائيلي الحالي أو أي ائتلاف آخر مستعد أو قادر على جعل إقامة دولة فلسطينية أمراً ممكناً.
وختمت الصحيفة بالقول، إن لم يكن هناك أي تسوية حقيقة، فإن عدم التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، سيجعل مستقبل إسرائيل قاتماً، إذ أن كيري والقادة الاسرائيليين والأوروبيين نبهوا إلى أن فشل هذه المفاوضات سيؤدي إلى فقدان شرعية اسرائيل مما يعتبر تهديداً أكبر من إيران أو الفلسطينيين؟