بمشاركة الآلاف شيع الى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب بمنطقة الثعلب مسقط رأسه ظهر اليوم الجمعة جثمان الطفل محمد علي حامد "حمودي" 9سنوات والذي قتل برصاص أفراد النقطة الأمنية التابعة للجيش على مشارف مدينة الحمراء مساء يوم الأربعاء الموافق 21 مارس 2012م أثناء عودته الى منزلة بمعية امة وشقيقة على متن حافلتهم الخاصة . هذا وقد جرت مراسيم التشيع من مستشفى ابن خلدون بحوطة لحج عند الساعة العاشرة صباحا حيث أٌخرج الجثمان من ثلاجة المستشفى بعد استكمال الإجراءات الخاصة وإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل أفراد اسرته وأقاربه وأهله وجميع أبناء المنطقة المتواجدين في الموقع . وانطلقت بعدها سيارة الإسعاف يتقدمها موكب من السيارات والدراجات النارية للعديد من المواطنين حاملين معهم صور الطفل الشهيد وبعض الشعارات المنددة بالحادثة بمشاركة نسائية لافتة متجهين الى منطقة عبر بدر المحاذية لمنطقة الثعلب لتجري فيها صلاة الجمعة يعقبها صلاة الجنازة مع استمرار توافد المواطنين من مختلف مناطق لحج وخارجها . وفي خطبة الجمعة الذي ألقاها القيادي في حركة النهضة الشيخ هاني كرد أمام جموع المشيعين قال: ان أساس الحكم العدل إذا وجد وجد الأمن والأمان وإذا نزع نزع الأمن والأمان . ووجهه الشيخ كرد في الخطبة حديثه للمسئولين والحكام بقوله: أما يكفيكم فسادا ونهب للأموال والثروات حتى تتعدوا على الأنفس وتريقوا الدماء موكد ان كل قطرة دم تسيل هم مسئولين عنها وهي في ذمتهم ولن تصلح الأمور إلا بتطبيق شريعة الله في أنفسهم أولا تم في رعيتهم . ودعا في خطبته أبناء الحوطة وتبن للتوحد والوقوف ضد كل من يريد زعزعة الأمن فيها محذرا من حدوث فتنة ساحتها الحوطة وتبن مطالبا الجميع الى الاتحاد وتشكيل مجلس قبلي لأبناء الحوطة وتبن ليكون متابعا ومراقبا لقضايا أبناء المديريتين وما يحصل فيها من تجاوزات . وعقب خطبتي وصلاة الجمعة أقيمت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الطفل حمودي ليحمل بعد أنتها الصلاة على أعناق المشيعين الذين حضروا من كل حذب وصوب من مواطنين عاديين و قبائل وشخصيات اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني والعديد من أعضاء وأنصار وقيادات الحراك الجنوبي الذين شاركوا في التشيع رافعين أعلام الجنوب متجهين لمنطقة الثعلب . وسار موكب التشيع من منطقة عبر بدر الى الثعلب الذي يفصل بينهما وادي كبير مرددين الشعارات المنددة بعملية القتل ومطالبين بمحاسبة من تسبب بذلك مؤكدين ان دم الطفل حمودي لن يذهب هدر ليتواصل سير الموكب الى منطقة الثعلب متجهين الى المقبرة ليجرى بعدها الصلاة على الجنازة لمن لم يتمكن من الصلاة علية عقب صلاة الجمعة . وجرت بعدها مراسيم دفن الجثمان الذي تلقاه أشقائه في القبر ليورى الثرى بعد عدة ساعات من مراسيم التشيع . المواطن خالد عبدالله حامد عم الطفل الشهيد قال في حديث ل"عدن الغد" عقب مراسيم التشيع: ان دم ابنهم لن يذهب هدر وسوف يتابعون قضيته حتى يقول القضاء كلمته فيمن قتل ابنهم . وأضاف: لقد التزم عدد من القيادات العسكرية والسلطة المحلية بتسليم الجاني عقب الحادثة إلا أنهم لن يفوا بوعدهم لذلك نحمل قيادة السلطة المحلية واللواء الصبيحي مسئولية ذلك . وطالب في ختام حديثه كل المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الانسان والطفولة الوقوف معهم في قضيتهم حتى يتم محاسبة من تسبب بمقتل الطفل حمودي .