أهدي هذا الى كل شاب جنوبي "استمر دائما ، لا يوجد في العالم شيئا يمكنه ان يحل محل الإصرار ، و الموهبة وحدها لا تكفي فهناك كم كبير من الفاشلين ذوي المواهب ، و الذكاء لا يكفي فكثير من الأذكياء لم يجنوا من وراء ذكائهم شيء ، و التعليم وحده لا يكفي فالعالم مليء بالمتعلمين عديمي الجدوى ، و لكن الإصرار و التصميم قادران على كل شئ... (راي كروك) مشكلتنا في الجنوب عامه التي يجب أن نبحث لها عن حل هي "أنه لا تجد لدينا ثقه في أنفسنا في أننا قادرون على التحرير والإستقلال وإستعادة دولة الجنوب " يعني بإختصار شديد لا أحد يثق بقيام دولة الجنوب فمن الذي يعلن قيامها ونحن فاقدي الثقه في أنفسنا وفي الكل وفي كل شيء؟!! ثقتنا مهزورزه في أنفسنا وفي الكل ومن هذا المنطلق يتم تدوال وتعاطي مختلف الأفكار الأمور والأحداث في ثورتنا وخارج ثورتنا .. ولو وجدنا لهذه المعضله حلاً ، وزرعنا الثقه في عقول وقلوب ونفوس كل الجنوبيين لرآينا كل العالم يتآمر معنا ومن أجلنا ، ولرآينا كل الأمور تسير معنا ولصالحنا ... مشكلة شبابنا الجنوبي أنهم لا يجدوا الكفاءه في أنفسهم ، بينما هم يملكوها ويملكوا الكثير لكنهم لا يعرفوا شيئاً عن أنفسهم ، ولم يفهموا حقيقتها وحقيقة ما يملكون ، لا تجد لديهم الثقه في أنفسهم ولا يدركون كيف لهم أن يزرعوا هذه الثقه في أنفسهم ؟!!! يهل علينا الإستاذ أحمد عمر بن فريد في رساله مفتوحه إلينا شباب الجنوب ، في كلام جميل وإنشائي في نفس الوقت .. وكعادة العقليه الجنوبيه التي نعاني ونشكو منها ، والتي كانت جزء من الماضي ، وبما أن الإستاذ أحمد عمر بن فريد يعتبر الشخص المتفرد والمنفتح فيها ، الا أنه هو نفسه جزء منها فلقد أصابه بعض الشيء منها .. ففي وقت مبكر ، هتف في يوماً للجماهير في ذلك الشعار البائد "دم الجنوبي على الجنوبي حرام " بهذا الشعار الآتي من حسن نيه وصدق وإخلاص ووطنيه دون شك في ذلك .. الا أن عدم الثقه بالنفس -الجنوبيه عامه- هي التي جعلتنا نطلق هذا الشعار ونردده مراراً وتكراراً وكان سبباً أيضاً في خلق عدم الثقه في الجيل الجديد من النشئ والشباب وعدم الثقه في كل ماهو جنوبي .. كأننا نقول بهذا الشعار "لن نتقاتل أبدا" لماذا نقول هذا ؟! لان هناك خوف في الذات وخوف في النفس من نفسها ومن الجنوبي الآخر ، بينما نحن جيل مابعد ماسميت وحده لا ذنب لنا فيما كان بين أشخاص في السابق .. وتلك العقليه هي التي جعلتنا نحتفل في كل عام بذكرى شيء أسمه "التصالح والتسامح" بينما نحن جيل لا ذنب لنا فيما أنتجته عقليه مهترئه مريضه قديماً .. واليوم يقول الإستاذ بن فريد في رسالة المفتوحه للشباب بعد أن يدعوا الشباب في حديث وعظ وإرشاد الى الثقه بالنفس (( ياشباب الجنوب .. ان اول خطوة للثقة بالنفس وللتحرر من التبعية هي الفهم الصحيح لمعنى " العطاء الوطني " .. انه ذلك العطاء الذي يحرر صاحبه من العمل لغرض تحقيق " مكاسب ذاتية " )) أي أستخفاف بالعقل غير هذا .. يا إستاذنا الفاضل ؟! من متى كانت الوطنيه ... ومن متى كان الإخلاص مقياس للثقه بالنفس ؟! كلنا ندرك أن الإخلاص لا يكفي وحده ، كما قال الغزالي يكفي غباً حتى تكون خائناً .. ماذكرت إستاذي "العطاء الوطني" هو أول خطوه للتحرر من التبعيه وليس أول خطوه للثقه بالنفس .. هناك معايير أخرى أساسيه للثقه بالنفس مثلما يقول لنا خبراء بناء الذات .. إنك بهذا إستاذ تجعل ثقتنا في أنفسنا مهزوزه مثلما هي ثقتك مهزوزه فينا ،، فلا يمكن أن نختزل مشكلة الشاب الجنوب عامه وثقته بالنفس خاصه في "العطاء الوطني" ليس أعظم من عطاء وطني قدم الآف الشهداء من الشباب أرواحهم رخيصه من أجل الجنوب ، لكن كل ذلك لن يجدي أن لم نجد الشاب المتفهم الواعي الناضج الذي يرتقي أن يكون ضمن إداره وقياده جماعيه شبابيه للثوره .. العطاء موجود في الشباب اللهم قله نادره ممن نراه يستحوذ على المشهد الجنوبي ... ولايمكن أن نعمم البعض على الكل ، ولا يمكن أن نعمم على الشباب مانرآه في العقليات القديمه ... مشكلة أغلب الشباب أننا نملك زخم ثوري ولا نملك زخم فكري وثقافي متنور .. لما أقول هذا المداخله إستاذي ؟! لاني أعرف المكانه التي يحتل شخصكم الكريم في عقول وقلوب كل الجنوبيين وليس الشباب فقط وأنا واحد منهم ... حرّي بك أن تخاطب عقول وقلوب الشباب بأفكار جديده ، ومفاهيم حداثيه ، بعيداً عن التقليديه التي نرآه سائده في خطابنا الجنوبي وبعيداً عما تلتمسه في موميات ومحنطي عقلية الماضي الذين بُليت بهم ثورتنا الجنوبيه -صغاراً وكبارا-.. رأيت أغلب الشباب يتناولوا طرحك عن طريق النقل بعيدا عن أي إعمال للعقل والفكر .. وهذه هي جزء من ثقافتنا الهشّه ، أننا نقبل النص دون تمحيص أو تدقيق .. مداخلتي هنا هي رساله للشباب أيضاً من باب الثقه بالنفس أن يكون لكم في عقولكم رأي ونقد لأي طرح ممن كان ... فالأغلبيه خلقوا من بن فريد عقبه لن يستطيعوا تجاوزها ، بأنه في قمة الهرم وقمة الثوره وقمة الجنوب ، نقول للشباب أننا نكن للإستاذ أحمد عمر بن فريد كل الحب والود وعطائه الغير منقطع النظير ، لكننا نريد أن يكون لنا الآف والآف من بن فريد وأفضل منه .. لا تجعلوه عقبه لن تستطيعوا تجتازوها بل أجعلوه مثلاً يُحتذى به ومعلماً ومدرباً فكم من عظماء تجاوزوا معلميهم ، وكما من أبطال تفوقوا على مدربيهم .. ولم ينقص ذلك من فضل معلميهم ومدربيهم شيء .