الفكر البشري عادة ما يبنى وفق دراسات من نواحي مختلفة، المجتمع البشري هو العينة الأساسية التي يضع عليها المفكر دراسته لإستنتاج فكرة ما، ففي الأيديولوجيا الكونية أغلبها هي من تسعى الى إنتاج فكر يدير الأمة وفق ما يراه المفكرون وبما وصلوا اليه من دراسات. اما في فكر الإخوان المسلمين فقد مزج بينا الدينية واللادينية، فقد أخذوا من الفكر الإسلامي الفكر الرباني الذي لا يقبل الولوج فيه فيه بلعب الأفكار الدنيوية وقلصوه الى فكر دنيوي سياسي يقبل التنازلات، تنازلوا عن الكثير من اصوله لكي يسخروا بإسمه سلطان يجذب العاطفة الإسلامية عند المسلمين لأغراض دنيوية، بنو من الفكر الاسلامي الواضح بإصوله فكر غامض يتناقض كثيراً مع تلك الأصول الواضحة، أخذوا الكتاب السماوي وأخذوا منه أياته الشديدة في أمور الدنيا وتركوا أياته أيات السلام والوئام التي أسس محمد عليه افضل الصلاة السلام أمته عليها.
أخذوا مصطحاته بلفظها ودمروا ما تحمله من فكر يتلائم مع كل زمان ومكان، نموا قواعد بإسم العاطفة وتركوا وضوح الفكر الإسلامي بإصولة دون ان تعيها فإنشاءوا قواعد منعزلة عن كل الأيديولوجية الكونية رغم ان الأيديولوجية الربانية هي أصل كل الإيديولوجيات، فقزموا أصول الإسلام وسرقوا بإسمه عواطف البشر لينحروا بها ارواح بشر آخرين ليصلوا الى كرسي السلطان.
فلو أخذنا مصطلح (الوحدة) التي ارشدنا اليها الفكر الإسلامي الرباني وعظمة هذا المصطلح عندما حققه نبينا محمد وخلفائه الراشدين عندما انتجوا أمة واحدة من قبائل وارض مختلفة. ولكن اليوم أصبح هذا المصطلح الذي يتغنى به اليوم إخوان اليمن كارثي بوجه شعب بكاملة مصطلح الوحدة التي في سبيلها أفتى علمائهم بقتل النساء والأطفال المستضعفين من أبناء الجنوب، هذه الوحدة التي في سبيلها يقتل الطفل الجنوبي الى يومنا، هذه الوحدة التي بإسمها تداهم محارم البيوت وتضرب النساء بداخلها، هذه الوحدة التي بإسمها يأمر حاكم عدن بكشف نقاب إمرأة امام الملا.
هذه الوحدة التي بإسمها يوجد لقيادات الإخوان اكبر الشركات الأسماك والنفط والمقاولات على أرض الجنوب بينما المواطن الجنوبي يتضور جوعاً، فهل يعلموا ما فعل عمر بن الخطاب عندما وجد طفلاً يبكي من الجوع وأمه تغلي له الماء كيف جلد ضميره وحمل من بيت مال المسلمين الزاد لها ولولدها، هل هؤلاء يحملون فكر الفاروق ام سرقوا فكر الفاروق كألفاظ وبإسمه يجلدون وينهبون ويقتلون الإنسان. فقد كان فكر الفاروق هو الفكر الرباني الذي نقتدي به، أما فكركم اليوم فهو فكر غريب على إسلامنا يا لصوص الله.