قدم سليمان أبو غيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، شهادة نادرة أمام لجنة المحلفين في جلسة المحاكمة التي عقدت لمتابعة القضية، كاشفا أنه حذر بن لادن من أن الولاياتالمتحدة ستسعى إلى قتله ردا على هجمات سبتمبر (أيلول) 2001. ونقل أبو غيث المحلفين في شهادته إلى كهوف أفغانستان التي كان بن لادن قد اتخذ منها مقرا له قبل هجمات 11 سبتمبر، قائلا: «لقد دعاني (بن لادن) إلى الجلوس، وسألني عما إذا كنت قد عرفت بما حصل (هجمات سبتمبر)، ثم قال لي: إننا نحن من نفذ العملية. وطلب مني أن أقدم له وجهة نظري حول الموضوع وتوقعاتي». وتابع أبو غيث قائلا، في الشهادة التي ألقاها في تاسع أيام محاكمته: «قلت لابن لادن إن أميركا لن ترتاح قبل إنجاز أمرين؛ الأول قتلك، والثاني تدمير حركة طالبان». كما قدم أبو غيث روايته عن طريقة تعرفه على بن لادن، قائلا إنه قابله للمرة الأولى في يونيو (حزيران) 2001 بعدما سافر إلى أفغانستان في مهمة «يمكن وصفها بالإنسانية» على حد تعبيره، مضيفا أنه كان يشعر بالفضول حيال حركة طالبان وطبيعة حكومتها الإسلامية، واعتقد أنه قد يعلب دورا نافعا في أفغانستان بسبب علومه الدينية. وأضاف أبو غيث أن بن لادن دعاه إلى إلقاء الخطب والدروس في معسكرات «المجاهدين» من أجل «إضفاء لمسة من الرحمة» على حياتهم بعد التدريب الطويل على السلاح ل«تعويدهم على الرحمة» بعد تعرضهم الطويل للأسلحة والتدريبات القاسية. وأبو غيث (48 عاما) هو أكبر شخصية يزعم أن لها صلات ب«القاعدة» يحاكم أمام محكمة مدنية أميركية. واتهمه مدعون في محكمة اتحادية أميركية في نيويورك بأنه كان متحدثا باسم «القاعدة»، وبأنه يقوم بتجنيد أشخاص لصالح التنظيم، وبأنه كان على علم بهجمات ضد أميركيين. ووصف أبو غيث في رده على أسئلة محاميه ستانلي كوهين، اجتماعا لابن لادن، مؤسس «القاعدة» في أفغانستان بعد ساعات من هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، وأفاد أبو غيث بأن بن لادن الذي كان مجتمعا في كهف بالجبال مع عدد من كبار مساعديه من بينهم أيمن الظواهري، سأله عما إذا كان سمع عن الهجمات. وقال أبو غيث إنه سمع لأول مرة عن الهجمات من تقارير إخبارية. وقال أبو غيث إن بن لادن قال: «نحن من فعلها»، وسأله: «ماذا تتوقع أن يحدث؟». وقال أبو غيث، الذي كان يتحدث من خلال مترجم، إنه قال إنه يتوقع ألا تهدأ الولاياتالمتحدة قبل أن تنجز أمرين: قتل بن لادن، والإطاحة بحكومة طالبان في أفغانستان. وقال للمحلفين إن بن لادن قال له: «أنت متشائم جدا». واعترف بأنه أعد عدة تسجيلات مصورة بطلب من بن لادن منها «التحذير من أن عاصفة الطائرات لن تتوقف»، لكنه أنكر أي علم مسبق بهجمات أخرى. وتأتي شهادة أبو غيث بعد يوم من قرار قاضي المحكمة الجزئية الأميركية لويس كابلان، الذي يرأس المحاكمة، بأن هيئة المحلفين لن تستمع إلى شهادة خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر والمحتجز في سجن معسكر غوانتانامو في كوبا. وكان أبو غيث قال إنه التقى مع محمد عندما كان في أفغانستان، لكنهما لم يتناقشا في أي خطط لشن هجمات. واتخذت السلطات الأميركية إجراءات أمنية مشددة في محيط المحكمة وبداخلها، ولم تسمح بإدخال أي من الأجهزة الإلكترونية إلى داخل المبنى، كما خضع الحضور للتفتيش مرتين؛ الأولى عند مدخل البناية، والثانية خضعوا خلالها لتفتيش دقيق قبيل دخول قاعة المحكمة».