مشروع الاقاليم و التي نتج عن الحوار أدى الى المزيد من تفريق الصفوف بين مختلف الفصائل الجنوبية، لا شك بان الاغلبية العظمى من الشارع الجنوبي يرفض تقسيم الجنوب الى إقليمين، و نفس هذه الأغلبية العظمى تسعى ايضا لفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية. مشروع الاقاليم الستة استحدث أصلا ليثبط عزم الجنوبيين و في الوقت نفسه لتمييع مشروع الفدرالية التي كان المطلب الأدنى من الجنوبيين لتحقيق نوع من الاستقلالية بعد سنوات من التهميش و العيش الضنك التي تلى حرب 1994، وكانت قرار مشروع الاقاليم خيبة أمل للكثير من الجنوبيين، و لن يحل الفروقات ولا المشاكل التي ظهرت بعد الوحدة بين الشمال و الجنوب. باستثناء العصبة الحضرمية، جميع الفصائل الجنوبية أبدت توجسها وقلقها من مشروع الاقاليم الستة لأسباب عدة، أهمها عدم الثقة باي مشروع مصدره صنعاء، و لان ألكثير من ابناء الجنوب لا يعتقد بان النظرة الشمالية تجاه الجنوب ستتغير، القوى المتنفذة في الشمال تنظر الى الجنوب نظرة مادية محضة، وهذه النظرة لن تتغير بين عشية و ضحاها. صحيح ان هناك اختلافات حادة بين القوة المتنفذة في الوقت الحالي، و لكن جميع هذه القوى تجمعها مصلحة مشتركة واحدة و هي كيف تستفيد اقتصاديا من الجنوب، قد تتغير ميازين القوى و لكن هدفها لا يتغير. الأطراف الجنوبية و على رأسها الحراك لم تستثمر القرار الأممي رقم 2140، لمصلحة القضية الجنوبية، بعض قادة الحراك للأسف مرتبطين بعقلية الماضي، و الحراك يعاني بشدة من الشد و الجذب الذي تمارسه عليه قيادات الماضي باجنداتها البائدة. الحراك اثبت بان كفاحه سلمي و بذلك استطاع ان ينقل نفسه الى مصاف حركات التحرر السلمية العالمية، ولكن الذي يفتقره الحوار هو التمثيل اللائق به في عواصم الدول التي ستسانده و تساعده في توصيل قضيته الى الجهات التي ستنظر الى قضية الجنوب من منظور إنساني. الدول المحبة للسلام و الداعمة لحقوق الانسان لا تعرف الكثير عن المجازر التي ارتكبت في الجنوب. و اهم نقطة يجب ان يسعى قادة الحراك الى تحقيقها هي التنسيق مع جميع الفصائل الجنوبية في حضرموت وعدن و بقية الجنوب، علية ان يستفيد من الكفاءات الجنوبية المبعثرة في كل الاصقاع، عليه ان يسالهم ليمدوا يد العون له من خبرات و نصح، هنا يكمن مربط الفرس، نحن بحاجة لقائد يلم شمل الجميع، وهذه صفة القائد الحقيقية الا وهي لم الشمل.