بناء علي دعوه من مدينه بيزنصن للصحفي والناشط الحقوقي والمعارض السياسي اليمني المعروف الاستاذ/محمد اسماعيل الشامي وذلك للمشاركة في الاطلاع علي سير الانتخابات البلدية ومتابعه الفرز ونتائج الانتخابات والتي تمت يوم امس الأحد والتي حظرها ناشطين ووسائل اعلام مختلفة. وقال "الشامي حضرت انا وصديقي القدير الكاتب الفرنسي والمعارض اليساري من اصل مغربي السيد/مصطفي خرمودي المقيم في مدينه بيزنصن منذ زمن طويل لمتابعه المشهد الانتخابي البلدي والذي عبر لي كغيره من اليساريين خصوصا والفرنسيين عموما عن استيائهم العارم من الاداء الهزيل والمخيب للآمال كما يصفوه للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولحكومته معبرا عن خشيته من صعود اليمين المتطرف بسبب ذلك".
انتخابات حره ونزيه
في يوم الاحد تمام الساعة الثامنة فتحت مراكز الاقتراع أبوبها للناخبين في عموم أرجاء فرنسا للانتخابات البلدية حيث توافد الناخبين بكل هدوء في تلك المركز للإدلاء بأصواتهم والذي يتم الاختيار لأحد أوراق الترشيح الموضح فيها أسم المرشح وقائمته عن حزبه ويتم الاقتراع بشكل سري وبطريقه سلسله وسهله حيث تتنافس في هذه المدينة مثلها مثل بقيه المدن الفرنسية عدد من الاحزاب ابرزها حزب اليسار{الاشتراكي}والذي يرأسه الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند وحزب اليمين والذي كان يرأسه الرئيس الفرنسي السابق سركوزي وحزب جبهة اليسار الذي يرأسه المعارض البارز والمعروف بمواقفه الصادقة والشجاعة في العديد من القضايا الداخلية بفرنسا والخارجية السيد جون لوك ميلانشن ويأتي بعده الحزب العنصري اليميني المتطرف والذي ترأسه حاليا ابنه رئيس الحزب السابق مارين لوبن وهو الحزب المعروف بمواقفه العنصرية تجاه العرب والأجانب عموما داخل فرنسا.
الأسماء ذو الاصول العربية حاضره بالانتخابات الفرنسية بقوة
وتشارك عدد من الأحزاب الصغيرة الأخرى بقوامها ومرشحيها بينهم مرشحين كثر من اصول عربيه بل لا تكاد تخلو قوائم معظم الاحزاب ومنها الكبرى مثل الحزب الاشتراكي وحزب جبهة اليسار مرشحين من ذوي الأصول العربية والتي كان لها حضا حتى في الحكومة الحالية والتي تعد الناطقة باسمها السيدة/نجاه بلقاسم الفرنسية من اصل مغربي.
انتخابات بلا ضجيج ولا تدخل للجيش او الشرطة
استمر الاقتراع والإدلاء بالأصوات بكل هدوء وحرية وشفافية تامة وبحضور عدد من ممثلي الاحزاب والناشطين والإعلاميين مع ملاحظه فتور في عدد الناخبين ليتم بعد انتهاء الاقتراع وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساء أقفال صناديق الاقتراع ليتم مباشره الشروع بعمليه الفرز بحضور وسائل الاعلام المختلفة ومنها المرئية ببث مباشر والأغرب والذي ادهشني ان الحضور لم يقتصر علي الاعلاميين ومندوبي الاحزاب وعلينا كمراقبين بل كان الدخول لقاعه الفرز بكل سهوله ويسر متاح لأي مواطن عادي يرغب بمتابعه عملية الفرز وبتنظيم عجيب وبدون أي فوضي بل حتى لا توجد شرطه بالمطلق علي باب مركز الاقتراع والفرز وإنما تتواجد في محيطه لتنظيم حركه مرور السيارات وفي حاله حدوث أي طارئ فقط ولا تتدخل بالمطلق بشكل مباشر في سير الانتخابات وأي اجراء او تنظيم داخل القاعة والتي يقوم بها اذا لزم الامر احد اعضاء لجنه الانتخابات من داخل القاعة.
فرز حر ومباشر أمام وسائل الاعلام
تم الفرز بتلك الشفافية وبكل هدوء وبدون أي ضجيج يذكر والذي استمر قرابة ساعتين ونصف حتى الساعة الثامنة ليتم الانتقال بعدها لصالة كبري لمتابعه نتائج الفرز من علي عده شاشات كبري تبث بشكل مباشر نتائج الانتخابات بشكل عام علي مستوي فرنسا ومن مختلف المراكز بمدينه بيزنصن وحتى انتظار النتيجة العامة والتي تذاع بالقاعة ومن علي شاشات البث المباشر ايضا فور الانتهاء من فرز النتائج بعموم مراكز الاقتراع.
الشعب الفرنسي يقبل بالأخر ويرفض العنصرية
وخلال الاعلان من علي شاشات البث المباشر بشكل متعاقب علي نتائج الانتخابات يتخلل ذلك لقاءات مباشره وتصريحات لعدد من قيادات الاحزاب والمسئولين والسياسيين والذي فاجئني أنه بمجرد ظهور زعيمه الحزب العنصري المتطرف مارين لوبن ضج الحاضرين بالقاعة وأرتفع فيها الصراخ والضجيج وأداروا وجوههم كتعبير عن رفضهم لها وعدم رغبتهم في رئيت وجهها والسماع لحديثها لمواقفها العنصرية المتشددة وعدم قبولها بالأخر..المشهد تكرر ايضا عند ظهور رئيس الوزراء الاشتراكي جون ماغك وذلك للتعبير عن سخطهم من الاداء الهزيل لحكومته.
نتيجة للتذمر من أداء الحكومة الحالية صعود مفاجئ لليمين العنصري المتطرف
عبر كثير من السياسيين وغالبيه الفرنسيين المعتدلين من خشيتهم من خطورة صعود الحزب العنصري المتطرف نتيجة تدني مستوي المشاركة والإقبال للناخبين المتذمرين من تردي الاوضاع الاقتصادية حيث حدث ما كان متوقع ليحصد اليمين المتطرف عدد من المقاعد وصعد ولأول مره في تاريخه منذ تأسيسه كنوع من التذمر من الناخبين بسبب الاداء الهزيل للرئيس الفرنسي هولاند وفشل حكومته من تقديم أي شيء يذكر.
وقد أعتبر زعيم جبهة اليسار السيد/جون لوك ميلانشن في تصريح له معلقا علي نتائج الانتخابات وتراجع حزب الرئيس هولاند بالإضافة لصعود حزب اليمين والحزب اليميني المتطرف بالعقاب من الشعب الفرنسي للحكومة.
نتائج الانتخابات والجولة الثانية
انتهت نتائج الفرز والذي كانت المنافسة محمومة علي اشدها بين اليسار واليمين ليخرج بعدها عمده بلديه بيزنصن الحالي والمرشح ايضا لتولي دوره ثانيه عن اليسار الحزب الاشتراكي السيد/فوسخيه ليعلن نتائج الانتخابات العامة بالمدينة والتي لم يتم حسمها في الجولة الاولي لتحسم لدوره ثانيه يتنافس فيها فقط الحزبين الرئيسين اليسار واليمين مع مشاركه حزب اليمين المتطرف والذي صعد ولأول مره في تاريخه لتكون جولة الانتخابات القادمة الاحد المقبل في الوقت الذي حسمت نتائج الانتخابات بعده مدن اخري بفرنسا بفوز متفاوت بين اليمين واليسار.