ثورتكم السلميه ياشباب عظيمه وتضحياتكم جسام وفي المقدمه حراك الجنوب الذي انفجر قبل ثورات الربيع العربي .. ولأن بعضكم لم يعيش فترة ما قبل الوحده فأن عليكم ان تعلموا ان وحدة الشعب ستبقى قائمه على مدى التاريخ شئنا ام ابينا ..لكن وحدة النظامين لم يكتب لهما النجاح بسبب قرارات غير مدروسه ومماراسات غير عادله مما يتطلب الأتفاق على صيغة جديدة تحقق للكيانيين قبولأ يرضاه الشعب في الشطرين وبطريقه متساويه وعادله !! سأتطرق في عجالة عن اخطائنا نحن الجنوبيون و في مقدمتنا قادتنا التاريخيون فقبل الثوره كان لكل منا سلطنته وولايته وسلطنة لحج العبدليه التي كانت تحت سلطتها عدن لم تضعفها او تحط من قدرها بل على العكس قصر سلطان لحج في عدن ماثل للعيان والكل يتغني ويغني بأشعار القمندان وعبدالله هادي سبيت ولم نشعر يوما نحن ابناء عدن الأ بالحب والعز والكرامه اننا عدنيون اولأ جنوبيون ثانيا شماليون ثالتا واخيرا كلنا يمنيون , لكن وبكل صراحه ياشباب لم نشعر منذ اندلأع الثوره اننا متوحدون فقبل استقلأل الجنوب شهدنا حربا اهليه اقصت فيها الجبهه القوميه جبهة التحرير بدلأ من ان تتوحد معها و بعد الأستقلأل وباقل من عامين انقلب ماسمي بجناح اليسار على الرئيس قحطان .. بل ومنذ توليه الحكم وهم يضعون العراقيل في طريقه ففي تصرف مفاجئ قام وزير الدفاع علي سالم البيض انذاك بطرد الخبراء البريطانيون في سلأح الطيران فقطع كل اتصال وتعاون مع بريطانيا ولم تبقى سوى علأقات دبلوماسيه لأ تقدم ولأ تؤخر !! وفي ظل حكم اليسارشهد الجنوب ارتدادات وانتكاسات وقتل و اختطاف لقيادات ورحيل للكثير من الكوادر ورجال الأعمال وتفرق اكثر من توحد كلها من اجل الكراسي ورغبة في تحقيق المصالح مع دول المعسكر الأشتراكي وعلى وجه الخصوص الأتحاد السوفيتي فعشنا ايام وتجارب كلها ضنك لم تتوحد فيها قياداتنا ابدا لكن احلى مافيها ان النظام الأداري الذي ورثناه من بريطانيا كان عظيما حافظت عليه كل القيادات وكان الجيش والأمن لأ يعلو عليهما حتى انه لأيعترض طريقك اي كان من عدن حتى المهره وبشهادة العدو قبل الصديق !! في كل الأحوال يا شباب وعلى الرغم من كل ما ذكرت كنا قابلون وصابرون فالظلم في المساواه مهما كان قاسيا يعتبر عدلأ لكن الفتره الأفضل التي عشناها والتي دائما ما استشهد بها هي فترة حكم الرئيس علي ناصر محمد حيت تنفسنا الصعداء في الداخل وبدائنا نرى ونسمع عن اشياء كانت من المحرمات فانفرجت امور الشعب وجرى التواصل العقلأني بين الشمال والجنوب فتعددت الزيارات على طريق الوحده وعادت العلأقات مع مصر العربيه و جرى الأنفتاح مع كل الدول في مقدمتها دول الجوار والدول العربيه والأوربيه وكانت تجري نقاشات سريه لأعادة العلاقات مع امريكا ولأعادة مبنى القنصليه الأمريكيه الواقع خلف مبنى ميناء عدن .. واتذكر زيارة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجيه السعوديه الى عدن ورغبته في زيارة مدينة الضالع فكان له ما اراد فبذلنا جهدا كبيرا لتنظيم الزياره فمن الطريق الى دار الضيافه الى تجديد فرشها بالفاخر وتزيين العاصمه و زيادة طاقة الكهرباء وكان السعيد بيننا هو مأمور الضالع الأخ قائد مثنى الذي لم تتوقف طلباته متمنيا ان تتكرر مثل هذه الزيارات التي عادت بالفائده له ولمدينته وكان ممكن بهذه الزياره ان تقوم السعوديه بتمويل عددا من المشاريع من والى الضالع ومدن جنوبيه اخرى لكن الجناح المتشدد وقف ضد نجاحها فكانت الأولى والأخيره لدولة الجنوب !! ماذا اقول وكم سأكتب ففي الذاكره اشياء كثيره.. ففي الوقت الذي تتحقق خطوات باتجاه الأنفتاح والخروج من هيمنة الأتحاد السوفيتي تجري اخرى اكثر عنفا لكبحها واحباطها واعادتنا الى مربع وهيمنه المعسكر الأشتراكي حتى انفجر الوضع في يناير 1986 , حيت كنت مع الرئيس حيدر العطاس في الهند في الطريق الى الصين فما ان فرغنا من الغداء مع الرئيس راجيف غاندي و عدنا الى الفندق لنحزم حقائبنا الى الصين حتى اتصل مراسل رويتر بجناح الرئيس وكان وزير الخارجيه الدكتور عبدالعزيز الدالي وكنت ثالتهم فرديت شخصيا على المكالمه ليبلغني بانفجار الوضع في عدن .. بقي المراسل على الهاتف وانا اوافيهم وللحقيقه كان الموضوع كبيرا اردت ان يشاركني فيه استادي وزير الخارجيه فاعطيته الهاتف ليستمع الى المزيد !! بعد هذا الخبر المزلزل ادركت كم كان الرئيس حيدر حكيما متوازنا فلقد كان فينا من كان مع.. ومن كان ضد .. وكان واضحا ان الأنقسام سيكون كبيرا .. لكن كان ابومعتز يفكر قبل ان يتحدث يستمع اكثر مما يجيب فلعب دورا رئادا في توحيدنا وفي تهدئة امورنا والأهم السيطره على من بيدهم السلأح فكان قائد حراسته في مستوى المسؤليه في ضبط الأمور !! حتى جاء الأخ الوزير فضل محسن من الصين لينشر فينا الرعب ويؤكد ان هناك اكثر من نسق سيتحرك وان الجيش معهم و سلأح الدروع سيحسم الوضع لصالحهم مهما كلف الأمر وهو ما كان وما زادني تخوفا رد الفعل في الأنتقام بدلأ من التوحد ولملمة الأمور فعندما كنا معا في غرفه واحده في المستشفى في موسكو كان يتصرف بعدم الثقه معي وكانني كنت طرفا وانا والله لم اكن الأ مع بلأدي ومع النظام ولن اكون الأ كذلك.. لكنه و بحكم اجادته للغه الروسيه كان يسأل عن حالي ان كنت مريضا او ممثلأ وبعد ان غادر الى عدن فجأة دون ان يودعني عرفت من الممرضه التي كانت تجيد اللغه الأنجليزيه انه كان لأ يثق بي !! الأ ان القائم باعمال السفاره الدكتور سيف صائل كان متعاونا وكان يخيرنا وينفد كل ما نريد فا بلغته انني سأذهب الى عدن.. فبعودة حيدر رئيسا للجنوب قررت انا الأخر ان الحق به فكنت ارى فيه ولأ زلت القائد الذي يجب ان نحترمه !! الرئيس هو حيدر لكن الحزب بقيادة علي البيض بقي حجر عثره في طريقه فواجه هو الأخر تدخلأت في سلطاته قادتنا ليس للأقتتال فيما بيننا بل وكما قال الأخ الكاتب سعيد الحريري ( الى وطن فقدناه في موكب سير في نفق جولدمور ) قرار اتخده دون اسشارة رئيس البلأد ودون التشاور مع احدا ودون وضع شروط بل ذهب الى اكثر من ذلك بالمطالبه باستبعاد كل من يعارضه وعلى وجه الخصوص جماعة الرئيس علي ناصر بل وخروج الأخير من صنعاء .. فكتب لعبدربه منصور العسكري المحترف الذي طوال فترة تواجده في الجنوب لم اراه كالأخرين مترددا على مكاتب الرؤساء .. ولأ يطلب موعدا .. ولأ يحضر اجتماعا الأ اذا استدعي له .. هذا الرجل احترمته كثيرا فاصبح الرجل الثاني وزميله الذي عرفته اكثر رفيق دربه الذي احيل هو وغيره من ابناء الجنوب الشرفاء للتقاعد سريعا اعتكف كل الحياة هو العسكري والسياسي والسفير احمد صالح حاجب الذي بالتعاون مع الأستاد سلطان ناجي وبتوجيهات الرئيس علي ناصر محمد اصدرا كتابا بعنوان ( تاريخ القوات المسلحة الجنوبيه او اليمنيه ) فاصبح الحاجب منسيا وعبدربه حديث اليوم و قريبا سيعتلي العرش ليكون رئيسا لليمن قبل ان يعمل هو الأخر على وحدة القاده الجنوبيون فمن في السلطه رقما مهما في المعادله الجنوبيه لكنه لن يكون قويا الأ اذا وحد صفوف كل القاده الجنوبيون !! اليوم وفي الوقت التي تبذل جهود للملمة الشمل وتوحيد الكيانات والصفوف وعقد اللقاءات في الداخل والخارج للقاده الجنوبيون في مقدمتهم لقاء القاهره بقيادة الرؤساء علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس يعلن علي سالم البيض عدم مباركته لمثل هكذا لقاء ولأ يرى ألأ موقفه المطالب بفك الأرتباط يعني لأ حوار ولأ قبول بالرأي الأخر وكانه بعصاه السحريه سيحل عشرون عاما من تركته الثقيله .. اقرأو ايها القاده جهود الخيرين ففي رؤية لمستقبل الجنوب قدمها ابن عدن الأخ خالد عبدالواحد رئيس مجلس عدن الأهلي وبالأرقام ملخصها ( ان الجنوب ليس كما كان عام 1967 ولأ ما كان عليه عام 1990 ولأ ما هو عليه عام 1994 و عدن لوحدها فيها اكثر من 75 مكونا سياسيا لم يتوحدوا بعد .. ناهيك عن المكونات السياسيه الجنوبيه المختلفه ) وهناك رؤى ومقترحات اخرى تستحق الوقوف امامها مقدمه من المجالس الأهليه الجنوبيه كمجلس حضرموت الأهلي ورؤية المهندس بدر باسلمه و سياسيون وقاده لأ يجب اغفالها بل علينا بذل الجهود لبلورتها وتطويرها واقترح ان يخرج لقاء القاهره بتشكيل لجنه اعضائها من الداخل يكون من بينها المهندسان خالد عبدالواحد وبدر باسلمه تقوم بوضع صياغه موحده لرؤيه سريعة مستقبليه للجنوب اليمني تحضى بالقبول .. وتقبل بالرأي والرأي الأخر ..فالأجماع صعب !! واختتم بالقول كل شيء ممكن ان يتحقق لكن بالعقل و العلم والمنطق.. فبدون التسامح والقبول بالأخر والوصول الى مواقف مشتركه ستظل وحدتنا ناقصه !!