أوجه سؤالي هذا إلى الرفاق الاشتراكيين فقط .. الذين ينسبون اليوم حضرموت إلى الجنوب العربي وأقول لهم: - حكمتمونا ثلاثين عاماً وأكثر ، وكنا لكم خير مطيعين ، قلتم لنا بعد الاستقلال عام 1967م بأن حضرموت جزءٌ لا يتجزأ من {جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية} فأيدناكم وصفقنا لكم بحماس جماهيري كبير منطلقين من روح الثورات التحررية العربية آنذاك ، لاسيما الناصرية منها ، ثم استبدلتم كلمة الجنوبية بكلمة الديمقراطية ، مع بقاء كلمة اليمن وقلنا لكم :" سمعاً وطاعة" . - كنتم تؤكدون لنا دوماً بأن ثورة 26سبتمبرا لتي انطلقت في شمالي اليمن عام 1962م هي الأم ، وأكدها برنامج حزبكم ، حين أوضح بأنها نتاجٌ شرعيٌ لتطور النضال الشعبي لقيام ثورة 14أكتوبر، وخرجت من رحم هذه الأم الثورة الجنوبية الأكتوبرية . - في 22يونيو 1969م قلتم لنا حركة تصحيحية ، وأطحتم بالرئيس قحطان الشعبي ورفاقه ، ورفعتم شعارًٌ" لا لليمين" ، ثم أعلنتم عن تشكيل قيادة سياسية جماعية بدلاً من حكم الفرد- كما زعمتم -، وقلنا لكم: "وهو كذلك" . - في يونيو 1978م وكنتيجة للخلافات المتراكمة بين تياري اليسار، ظهر الصراع على الواقع وتفجرت حرب راح ضحيتها "للأسف الكثير" ، وحسم الصراع لصالح التيار الموالي للسوفييت ، وقتل سالمين غدراً ورفاقه ، وقلتم لنا انتهى اليسار الانتهازي وقلنا: "على بركة الله". - رفعتم شعار{ لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية ، وتحقيق الوحدة اليمنية } ولعله عهدٌ قطعتموه على أنفسكم لتحقيق هذه الوحدة ، حتى جعلتم هذا الشعار بدلاً من البسملة في أعلى الرسائل والخطابات الرسمية ، بل لا تقبل رسالة رسمية بدون هذه البسملة الثورية ، وكذا النشيد الوطني الحالي الذي صنعته قرائحكم النضالية آنذاك ومن عباراته الثابتة ( وسيبقى نبض قلبي يمنيا ) وجعلتمونا نردد هذا الشعار وهذا النشيد بحناجرنا البريئة كل صباح في طابورنا المدرسي ، وكأنه يُغني عن القرآن الكريم والحديث الشريف في تلك الحقبة من الزمن ، والويل كل الويل لمن يتقاعس في ترديده . - يوم 13 يناير 1986م - اليوم الشؤم -، ظهر الصراع للمرة الثانية بين الرفاق ، واندلعت حرب ثانيةٌ بين أنصار التيارين ، وراح ضحيتها للأسف الكثير من الأبرياء ، وانتهت بفوز التيار الأول أيضاً ، بعد أن دخلت الدبابات المعلا وهي تحمل صور الرئيس علي ناصر (خدعة وتمويهاً ) لإلهام المواطنين ، بأنها مؤيدة له ، كون التيار الآخر يعلم بأن ذلك الرئيس يتمتع بشعبية كبيرة بين المواطنين لاسيما بالعاصمة عدن ، وحصلت مذبحة للقيادة السياسية داخل اللجنة المركزية ، ثم قلتم لنا: { فشلت المؤامرة وانتصر الحزب } وأخرجتمونا لنحمل صور {الزعماء الأربعة الشهداء} ونسب الخائنين والمتآمرين على الوطن والحزب وهم (الزمرة) ، حينها بدأنا نميز بين الأمور، ولكن (داخل أنفسنا)، ورغم كل هذه الصراعات عبر هذه المراحل الطويلة ، وفي كل الأحوال بقى الجنوب يمنياً و بقت حضرموت جزءاً منه. - في 22مايوعام 1990م وقع الزعيم البيض على الوحدة اليمنية المنتظرة بعد أن عصى القيادة الجماعية لحزبه التي صنعته ودافعت عنه ، وبذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه (جنوبياً منفرداً) ، وجاءت الوحدة المباركة وفرح الجنوبيون بها وتحققت الكثير من الإنجازات ، ولكن أوحت وكأنها مشروطة بالطاعة للأكثرية ، و مقرونة بثقافة الاستعلاء والفوارق الاجتماعية ، والمواطنة غير المتساوية ، وبهذا هُمش الجنوب وظلم كثيراً ، ونهبت أراضيه وخيراته من بضعة رهطٍ شماليين وجنوبيين متشمللين .. أخذوا يفسدون في الجنوب باسم الوحدة ولا شريك لهم ، وأصبح الجنوب مغنماً لا شريكاً في الوحدة . - وفي عام 1994م حصل ما حصل ولا يدري الزعيم الجنوبي أن النوايا كانت مبيّتة ، والجنوب مُخترق منذ الثمانينيات .. وهو في غيِّه الاشتراكي ومتمتعاً بحلال الزوجتين (وهذا الحلال حراماً على بقية الجنوبيين) . ثم قيل بأن الرئيس الجنوبي لم يستفت شعبه في الوحدة .. والجواب : منذ متى والشعب الجنوبي يستفتى في حقوقه ، إن شعب تربى على (لا طاعة لخلاف الحزب الرائد.. وأينما يوجهنا الحزب القائد جنوداً نتجه!!}. كما إن البعض يطالب اليوم بإعطاء الجنوبيين حق الاستفتاء على الوحدة أو الانفصال ، وعليه ألا يحق لحضرموت والمهرة أن تُستفتيا في مصير مها {يمنية أو شرقية أو غربية ، ولو بالانضمام إلى إحدى دول الجوار} كونهما لا ناقة لهما ولا جمل في ذلك الجنوب المزعوم الذي أنشأه الاستعمار البريطاني .. أليس كذلك؟ ، إنكم لعبتم والله بنا وبهويتنا كلعب الكرة منذ الاستقلال وإلى اليوم ، وجعلتم من أنفسكم اليوم أبطالاً تقودون النضال الثوري المعاكس ..احمدوا الله "أيها الرفاق" ، كنتم الطليعة وأبطالاً ومناضلين لا ينازعكم أحد ، وكنتم تنعمون بحماية ذلك القائد ، كونكم كنتم خير موالين ومطيعين له ، واليوم َتحتَمون تحت ظل قيم وسماحة الحضارم ..حبي وتقديري لحضرموت ولأهلها ... وللحديث بقية مع – نظرة واقعية .. لخبراء السياسة الجنوبية (قادة الجنوب سابقاً) حول الجنوب العربي .