لا شك ان جنوباليمن عانى من مشاكل متزامنة ومتلاحقة ومشكلة اكبر من مشكلة منذُ ما بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني وتراكمت وتزايدت هذه المشاكل بعد الوحدة اليمنية عام 1990 التي لم تبنى على اسس صحيحة وكانت مجرد اتفاقيه لم تراعي حقوق الشعب في الجنوب ورغم كل ذلك الرئيس السابق علي صالح لم يؤتمن على الجنوب بل حوله الى مزرعة له وللمقربين منه ومارس هو ومعانيه سياسة طمس الهوية والتهميش المتعمد حتى بداء الجنوب يفقد هويته وأجياله ومستقبله ونتيجة لكل ذلك ظهر على السطح الحراك الجنوبي السباق في الثورات العربية والذي تحدى الظلم والقمع ووقف بوجهه وسجل اروع وانصع ملاحم النضال السلمي كل الاخطاء والممارسات التي عاشها الجنوب وأبناءه منذ ما بعد الاستقلال شكلت لهم دروساً مفيدة سيستفيدون منها بكل تأكيد في المرحلة المقبلة التي تبشر بخير وأهم هذه الدروس التصالح والتسامح الذي كان الاساس في انطلاق الحراك الجنوبي وساهم في بلورته وتقارب ابناء الجنوب والتفافهم حول قضيتهم اليوم وبعد كل هذه المعاناة والمآسي التي لحقت بالجنوب وأبناءه بدأت اشعاعات شمس الحرية تشرق على الجنوب مُبشرة بفجر جديد سيكون الأفضل ويطوي ظلام الامس . بكل تأكيد الجنوب مقبل على مرحلة جديدة وأصبح هناك اجماع لم يسبق له مثل على عدالة القضية الجنوبية وضرورة حلها بما يرضي الشعب في الجنوب حتى ممن كانوا ينكرون وجود قضيه جنوبيه اصبحوا اليوم ينادون بالاعتذار لشعب الجنوب، كل هذه عوامل نصر صنعها شعب الجنوب بدمه وتضحياته مستقبله وبكل تأكيد ستتوج بالنصر المبين بأذن الله تعالى اليوم الكل يجمع على الجنوب وضرورة ان يخرج من الماضي البغيض والمعاناة التي عاشها طوال سنوات طويلة، و حتى من هم في قمة هرم السلطة من ابناء الجنوب بدو اكثر ايمان وعزيمة على تخليص الجنوب من كل مشاكله وتهيئة المرحلة الجديدة للجنوب بما يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة وما تقتضيه المرحلة ووفق امكايناتهم المتاحة . المُبشر بخير هي الاصوات التي أصبحت تتعالى اليوم في الجنوب بضرورة ان يكون الجنوب لكل ابناءه بغض النظر عن الاختلاف السياسي او المناطقي والتي تشدد على ضرورة ترسيخ ثقافة الرأي والرأي الاخر وتأسيس عهد ديمقراطي يسوده الحب والتعاون من اجل النهوض بالجنوب بعد كل هذه الكبوات والتعثرات الشباب هم عماد المستقبل وتقع عليهم مسؤولية كبيرة لاستقبال العهد الجديد فهم الاكثر حماساً والأكثر نضالاً وتضحية الاكثر تضرراً من كل العهود السابقة وهم الاكثر ايماناً بمبدأ التصالح والتسامح، والمعاناة صنعت منهم جيل لا يعرف المناطقية ولا الماضي بقدر ما يعرف المستقبل وكيفية النهوض بالجنوب من جديد . اذن دعونا نشبك يد بيد رغم اختلافنا ونشمر عن سواعدنا ونستقبل العهد الجديد بكل حب وأخوه ونؤسس لمرحلة جديدة نتقبل فيها الاخر ويكون الشعب هو صاحب الصوت والكلمة الفصل و نعوض فيها كل سنوات الحرمان والضياع ونعيد للجنوب وأبناءه مكانتهم في الداخل والخارج .