لا شك ان الجميع يدرك ان ثورتنا التحررية قد باتت اليوم تحظى بكثير من الانجازات التي حققتها في المراحل التي مرت بها هذه الثورة الأبية ,وذلك كله بفضل رجال جعلوا حب الجنوب مبدئهم , بل وفي كل جزء من حياتهم فتراهم في نومهم ويقظتهم وليلهم ونهارهم وفي بيوتهم ومكان عملهم ينشدون حب الجنوب وحريته .. رجالٌ : لم أقل ذكوراً ,لأن ليس كل الذكور رجال ,بل قصدت رجالاً دخل حب الجنوب الى قلوبهم واختلط في اوردتهم وشرايينهم. رجالٌ لا يهمهم الظهور بالشاشات والسعي وراء المناصب والمايكروفونات والمنصات ,بقدر ما يهمهم طرد المحتل ,وتحرير أرض الجنوب واستعادة الهوية والتاريخ. رجالٌ تركوا مضاجعهم ونسائهم وأولادهم, واكتفوا بنوم الساعة والساعتين حتى ظهرت عليهم ملامح وعناء السهر , ليختلط عناء سهرهم وألمهم بحب هذه الوطن وتربته ,ليعطي بذلك لوناً بهيجاً للحرية والتضحية والكرامة,هم "النخوة" من البشر الذي اصبح همهم وفرحهم وحزنهم وسعادتهم وكبريائهم فجراً جميلاً تلحن وتغرد فيه الطيور مدى إخلاصهم وعشقهم لوطنهم. رجالٌ قد لا نعرفهم ولم نسمع عنهم يوماً من ألأيام , لأن اسمهم بات يعرف- بالجنود المجهولين- رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه , وصدقوا ما عاهدوا شهدائهم ووطنهم انهم لم يتخلفوا يوماً عن مبدأ شهدائهم الذين ضحوا بلذة العيش لأجله.. أيها الجنود المجهولون في ثورتنا,ستظلون رموزاً وأعمدةً وشهباً تضيء لشعب الجنوب ثورته, فلقد سطرتم بوفائكم وهاماتكم أخلاق ومبادئ وقيم ثورة شعب الجنوب التحررية,فألف مليون تحية لعظمتكم أيها الأوفياء.