نور سريب هبة شعبية تستمر في كل الجنوب نفارق فيها احرارا من هذا الوطن التاريخي لنضيف لهذه الارض مجداً جديد تعطره دماء الرجال في حضرموت وشبوة والمهرة وابين ولحج وسقطرى. كيف لي ان انسى رجلٌ من روح العاصمة عدن لم يتجاوز عمره ثلاثة عشر سنة رحمة الله تغشاك يا (عادل نزار) صدقت يا رُجل بأن الرجولة لا يوجد لها قطع للتبديل . واتى الثالث عشر من يناير المجد والسمو كصفعة أزليه باقيه في وجه الاحتلال الشمالي , فقد ودعت العاصمة عدن شهداء التسامح والتصالح و الهبه الشعبية بدموعها الغزيرة في صباح التشييع . ذهبنا حاملين تلك الدموع الماسية إلى الضالع الحرة ليهدينا الله ارضاً غمرها التسامح والحب والاخاء و التحدي كيف لا نلبي نداء الجنوب وهو القلب النابض في اجسادنا . شعور لا يوصف , غدت الضالع عروس فائقة الجمال وهي تستقبل كل الشعاب الوافدة من كل شبراً في الجنوب , كانت شقائقنا حرائر الضالع تغرد فرحاً في قمم تلك الجبال وتوهجت الطرقات بأطفالً امتلأت قلوبهم بالفرحة بمراقبة هذا الاستقلال الناجز(المصغر) أطفالٌ تحمل أعلام دولة الجنوب تسابق بخطواتها الصغيرة مئات الالاف من المشيعين الجنوبيين . وبرغم كل الحزن الذي حملناه في قلوبنا الا اننا شعرنا بروعة التحليق في سمائها الفولاذية التي اعتادت على ردع القذائف و النيران كانت الأرض تهتز شرفاً لتلك الاقدام الثائرة , تعالت اصواتنا بالهتافات و الشعارات المتحدية لتلك الآلات الحربية حين مررنا بدالك المعسكر الارعن كان المكان اليتيم الذي وجد فيه علم الدولة المحتلة والوحدة المشؤمة فقد وجد ليحتضر لا أكثر ظهرت ملامح الخوف والذهول على وجوه العساكر المختبئين خلف المتارس الحربية طوفان بشري جنوبي حُر لا يخشى الموت حتى ان أحد عساكر الاحتلال ارخى يده من السلاح كخنفساء متسللة يلتقط صوراً لتلك الحشود الخيالية لم يشاء ان يرحل دون أخذ ذكرى معه من ارض الجنوب . وما ان وصلنا إلى سناح المغدور بها عاهدنها وكل شهدائنا بأننا على دربهم سائرون رغم التهديد والوعيد فقد وهبنا روحنا للوطن لسنا اقل من الشهداء كرامة ومحبه للجنوب و كانت الارض تنتظر " ستة عشر" شهيداً لتغمرهم بدفئها و حنينها واعتلى دالك الغبار الذهبي فوق رؤوسنا ليغطي قبور الاحرار في سناح بتلك اللحظة تقطعت أفئدتنا حزناً هانحن نودع خيرة الشباب و الأطفال بسلمية على نهج كل من ثآئر قبلنا غيرةً على ارض الجنوب لا نبالي بمؤامرات العالم وتخاذلهم معنا. أوصلنا رسالتنا المهمة لكل من يتحايل على ثورتنا التحررية بأن الارض الجنوبية كتله واحده لا تقبل التجزئة وشعبها في تلاحم جنوبي عميق المدى لا حدود لنهايته مئات الالاف من القلوب تجمعت على حب واحد لأرضٍ واحده بهدف واحد ضد محتل بغيض قتل الأطفال و النساء و الاحرار العُزّل ولامجال للتزوير قال الشعب الجنوبي هنا تكمن ملايين من الخطوط الحمراء . نحيا بفرحةً على هذا " المجد " نحن أجيال التسامح والتصالح والتلاحم الجنوبي : نفتخر بأن هذا النصر ارتبط بذكرى ميلادنا , سنحافظ على مبدا التسامح والتصالح بكل ما اوتينا من قوه وسنتمسك به مثل تمسكنا بهيبة العاصمة عدن وبكل الجنوب شكراً لكل ضباطنا الاحرار ولكل مواطن حرٌ ومواطنه حره شكراً لكل من اسس مبدا التصالح والتسامح .. وإلى كل شهيداً واسير إلى كل ارمله و ابن شهيد وإلى كل جريح جنوبي لن نخذلكم ابداً ما دمنا أحياءً نُرزق . عدن اوبزيرفر