تصارع واتفاق بين الاطراف في صنعاء ألبست هادي ثوب الرئاسة المزيفة واحمد علي ثوب الدبلوماسية المدنية وجعلت اللواء محسن استشاريا يحدد مسار التوجه الجديد في رئاسة هادي ودبلوماسية أحمد علي وتحقيق مصالح للقوى القبلية (أولاد الاحمر)والدينية (الفئة الإخوانية) في فترة بقاء هادي رئيسا مزمنا أو تم تمديدها لضرورات يمكن لمحسن تعوضهم فيها ما خسروا في أثناء الازمة، لكن بطرق غير مدركة عيانا للكل. كيف ذلك؟ هناك أسئلة كثيرة تختمر هذا الفكر ليصبح خبزا سهل المنال بديباجة خليجية وتحقيق مصالح دولية لتأييدها. - السؤال الأول موجه إلى خروج أحمد علي ورضائه بثوب الدبلوماسية ما هو إلا إشارة إلى عودته لحكم البلاد بموعدة إماراتية (دعم مادي) له في انتخابات مرجوة قادمة بعد أن يخلع أيقونة الرتبة ويحل محلها لباس الدبلوماسية التي تتناسب مع مبدأ المدنية المرجوة في الديمقراطية المزعومة. فإذا صح هذا التساؤل فمن مدير ويدبر هذا السيناريو اللامع في الأفق. إليك أيها القارئ الإجابة.... - السؤال الثاني موجه اختيار هادي رئيسا ورضا قوى الشمال به إلى رغم معرفته بذلك إنها إشارة الى مسرحية كوميدية ممثلة سلفا في حق وتاريخ هادي نفسه، كيف يتراءى ذلك ؟ في نواح عدة: - أولاً: اختيار هادي رئيسا ليس لتجربته وخبرته ولا حبا فيه، بل كان اختياره في نظر القوى التقليدية في الشمال سدا للفراغ السياسي الذي طفح من غير إرادتها حتى تتمكن من إعادة بناء ما تصدع في بنية البيت ويتمثل في تخمير لعبة الحكم ورئاسته بلباس جديد يكون مقنعا إلى حد ما لتلك القوى التي خرجت عفوية ومن هنا تظهر وجهة التمثيل، هل جهزت بدلة المدَنيَّة لأحمد علي في مطبخ إمارات دبي؟ أم لا . فإذا لم تجهز تلك الطبخة، فهذا ما يتحتم الأمر إلى ضرورة من ضرورات التمديد لهادي في الحكم حتى تطبخ اللعبة كاملة ويسهل دبلجتها وتمثيلها. - ثانيا اختيار هادي رئيسا في هذه الفترة هي المنفذ الوحيد في قتل مشروع التصالح والتسامح الجنوبي اللذين هز مضجع مركزية صنعاء بتحلفاتها القبلية والدينية. بدليل إتاحة الفرصة لهادي في إصدار التعينات لبعض الشخصيات الجنوبية رفي مراكز حساسة وربما اغلبها برضا هادي وبعضها الآخر بتوصيات تلك القوى ، من هنا يشرع التساؤل: هل تلك التعينات للأشخاص الجنوبيين هي في ناظرة المتأمل عين الصلاح للجنوب بوصفهم قادة كانوا مبعدون أم شيء في نفس المحترفين من تلك القوى التقليدية التي خنقها مشروع التسامح الجنوبي حتى تحتمت عليهم ضرورة التسويق والتهيئة للكرة في ملعب هادي كي يقتل ذلك المشروع التسامحي بيده لا بيد تلك القوى المتنفذة. وإذا صح هذا التساؤل فهذا ما تضمحل أمامه قوى الحراك السلمية ومكوناته المتعددة في الجنوب وتظهر قوتين لا غير وهما قوة يديرها البيض، وقوة يديرها هادي ومن تبعه ورأى أن مصالحه لا تتحقق الا في هذا الاتجاه. وعسى لا يحدث هذا. - السؤال الثالث موجه إلى استشارية اللواء محسن وهي معقل المركزية وادارة هذا المشروع بموافقة مؤتمرية واصلاحية، كيف ؟أليس أنه أعلن تأييده وليس انظمامه لقوى التغيير الموءودة والتي مثلت منحة تاريخية ل صالح في الحصانة واقنعت أحمد علي بتغيير لون البدلة مقرونة بالكرفتة مقابل بقاء هادي واجهة يقتل المشروع الجنوبي المطالب بالانفصال بيده ويحقق عبره مخاسير حميد وأعوانه. لكن هناك تساؤل مغاير ماذا جنى الاشتراكي من كل تلك التحالفات. أيكفي – وهذا ربما- أن تغيرت الحكومة وأعطي جلدها للذيب (رئاسة الحكومة) ومعلوم في كل الأحول أن المالية والدفاع والداخلية والنفط في يد (مقابض) شمالية كما راح ضحية ذلك باسندوتش في حكومته ..