سمعنا كما سمع الكثير من جيلنا , عن ذلك الزمن الجميل , زمن الصحوة والعلم والتنوير والثقافة والهمة والتطلع للمستقبل , والنظر الي القمم , هذا الزمن لم يحالفني الحظ أن أعيشه , هو الزمن الذي معظم شباب الجنوب يتوق للعوده اليه , لم يكن مطلب شعب الجنوب عن عبث وثباته تمسكاً بهذا الموقف شئ من الأبتزاز , فالمدارس والجامعات كانت تبحث عن طلاب العلم ,لتساعدهم وتؤهلهم , وفرص العمل تبحث عن الكفاءات قبل أن يطالب صاحب الكفاءات بفرصة عمل , والدولة تبحث عن الأمن قبل أن يطالبها االمواطنين ولأخرين بالأمن والأستقرار والرئيس يخرج من السلطة مواطن قبل أن يكون رئيس سابق وليس رجل أعمال أو ملياردير , وأبناء الرئيس فبمجرد خروجهم من منازلهم يصبحون أبناء مواطنيين لهم ماعليهم وعليهم مالهم , بعكس كل ماهو موجود اليوم تماماً هذا في ظل وضع لم يتم أستخراج ثروات النفط , ولا توجد تلك الديمقراطية التي تنظم أمور أنتقال السلطة التي لم تكن موجودة في معظم دول العالم الوطن , فكيف كان سيكون الوضع أن كانت تلك الديمقراطية موجودة في حينها . صحيح أن ذاك الزمن الجميل كان في أمس الحاجه لتلك الديمقراطية لتنظم حياته ولكن كان المواطن مع ذلك يقف جنباً الي جنب مع الدولة بسبب أنها تلمس معاناته وهمومه قبل أن يفكر بها , بعكس ماهو موجود اليوم فلا يوجد من يلمس همومه ويوفرها له , فلذا المواطن مشغول في توفير أحتياجاته بنفسه والبعض منهم مشغول في المطالبة بتوفيرها والبعض مشغول في البحث عن من سيهتم بهمومه ويوفرها له والبعض والبعض , فكيف سيقف المواطن الي جانب السلطة التي تهربت من التزاماتها تجاه حقوقه عليها بالرغم من أنها خرجت من بيئة ثورة وتغيير , بل أنها روجت نفسها حامل سياسي لذلك المشروع.
فأ أستغرب أن كانت الديمقراطية التي عقدت في مصر واليمن ناجحة كما أئيدها المجتمع الدولي وأمريكا , فلما ثار الشعب في مصر وسقط النظام المنتخب , ولما أطلق حوار شامل في اليمن يوشك أن ينتهي بمخرجات تؤكد المؤشرات بأنها لاتحصل علي تائيد شعبي في شمال اليمن , وفي نفس الوقت وجود رفض شعبي عارم في جنوباليمن , للألية التي أرتكز فيها الحوار .
أن غياب الأهتمام بالأحتياجات الأنسانية من قبل السلطة , وأستمرار التمييز وأعتبار السلطة مغنم وليس مهمة يجب أتمامها بنجاحه , جعل بلدان الربيع العربي تستمر بالأنهيار وخصوصاً اليمن , ففي الشمال اليمن أصبح المواطنين يتمنون العودة الي ماقبل ثورة الشباب , وبالمثل في الجنوب يتمنون العودة لما قبل عام 1990م والقاعدة الشعبية للحراك الجنوبي تتوسع اكثر فا أكثر , قد يتطاول البعض من عشاق الأرتزاق ويطبل لفلان وعلان , ولكن سنقول كلمة الحق ,فانا حر أبن حر , وقومي أبن قومي , المشترك أسواء من الفلول وأنموذج سيئ للثورة .
ملاحظة : ماحصل لصحيفتي الأولى والشارع من عبث وأحراق وتفجير لرئيس تحرير صحيفة الهوية هو أستهداف للحقوق والحريات ولثورة الشبابية الشعبية والحراك السلمي الذي يجب علي كل شباب الثورة والحراك والمثقفين والنخب والسياسيين الأحرار الحفاظ عليه . والتضامن مع ناشري ورؤساء تحرير تلك الصحف , والمطالبة بمحاسبة المنفذين لتلك الجرائم الشنعاء .