فجع الوسط الإعلامي اليوم بمقتل الزميل عبدالكريم الخيواني ،الرجل الذي اختلفنا واتفقنا معه ،ورغم الخلاف إلا انه ظل بطبيعته إنسان بسيط طيب القلب قريب من الجميع ،عبدالكريم الخيواني مؤخراً وصل الى موقع اتخاذ القرار بعد سيطرة جماعته "أنصار الله"، والرجل كان ممثل جيد للجماعة حتى في مؤتمر الحوار ،لكنه يختلف عنهم بالانفتاح على الآخر وكذلك بطبيعته الإنسانية وغير معقدة وغير العقائدية . قتل الرجل اليوم وسيبقى السؤال لماذا الخيواني ؟! ولماذا بهذا الوقت ؟! ومن وراء ذلك ؟! وستظل جماعة الحوثي تنظر للأمر بانه مظلمه جديده بحقها وستشير لأعداء الجماعة وفي مقدمتهم الإصلاح ،وقبل فترة قتل جذبان وقتل الدكتور شرف الدين وقرح طبل الحوثيين لإعلان الحرب على من يقولون إنهم وراء ذلك . لكني لا أتوقع ان يكون قاتل الخيواني من خارج سرب الجماعة واتباعها ،نعم اقول ذلك لان عادة الحوثيين عدم قبول الطرف الذي قد يقودهم لحوار او تقديم تنازل لأجل الأطراف الأخرى في البلد ،فعقل أنصار الله قد يخنقهم ولذلك لا تجد هذه الجماعة سوى التخلص من كل تلك العقول والا لماذا تقتل هذه الفئة المتعلمة ؟!! وكنا نتوقع ان يتم التخلص من عبدالكريم وعلي البخيتي ليس لشيء ولكن لانهما لسان ذكي وعقل منفتح على الاخر وشاءت الاقدار ان يقتل عبدالكريم اليوم وقبل علي وتحزن لأجله صنعاء التي تدمع سحابها ألم اليوم على هذا الرجل . من يتوقع ان يكون لأي طرف سوى الحوثيين أو صالح مصلحة بمقتل الرجل فهو واهم جدا ،وقبل اسابيع قلت في مقال بان هؤلاء سيلحقون الضرر بجماعتهم نفسها قبل الآخرين، المصلحة مشتركة لصالح والحوثي وسيبقى أرذل رجالات الحوثي وما أكثرهم وسيتم معهم التحاور ولن تخرج البلد الى طريق لانهم لايحترمون وعد ولاحوار ولاهم أهل للمسؤولية وبالتالي هذا مطلوب لدى عبدالملك وصالح ،فمن الصعب ان يكون متعلم وعاقل يرجع عن كلامه واتفاقه واتخاذ قرار جيد ... عموما اقول للوسط الصحفي تعازينا بهذا المصاب والفاجعة وعلينا ايها الزملاء ان ندرك ان ما يحدث اليوم من مسلسل الإهانة والاعتقال والضرب وشراء الذمم والقتل كذلك سيطال كل الشرفاء دون غيرهم وأقول علينا ان نستعد للأسوأ والأقبح طالما وعقل الغاب هو السائد ،ووداعاً ايها العقل النير وداعاً عبدالكريم نودعك بقلوب يملؤها الحزن والخوف على ما تبقى من هذه المهنة وأهلها ..