شكلت الحرب الأخيرة وقيام عاصفة الحزم وبروز المقاومة الجنوبية مرحلة جديدة في تاريخ الجنوب المعاصر وفرضت هذه المرحلة تحديات وواقع ومعطيات جديدة على الأرض بات لزاماً على الجميع في الداخل والخارج التعاطي معها كأمر واقع وهي معطيات وبدون شك لصالح الجنوبيين أذا ما أحسنوا توظيفها والتعاطي معها بوعي ومسؤولية وفي الاستفادة من المناخات الجديدة في التقارب والتعاون والعمل المشترك بين الأقطاب الثلاثة الفاعلة على صعيد المشهد الجنوبي من مقاومة جنوبية وسلطة شرعية وقوات تحالف والتي تشكل كلها أدوات وعناوين للانتصارات التي تحققت على الساحة الجنوبية وللانتصار كذلك في المعارك الجارية والقادمة . لقد وفرت عاصفة الحزم إمكانيات كثيرة وكبيرة للجنوبيين سواء أكان في مساعدتهم وعمهم للتخلص من هيمنة وبطش قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي أو في تمكينهم ودعمهم لبناء مؤسساتهم الجنوبية وإدارة شؤونهم ومناطقهم بأنفسهم وهي خطوات قد بدأت بالفعل على الأرض رغم الصعوبات ويتضح جلياً النية الحقيقية لإخواننا في قوات التحالف في دعم الجنوبيين لبناء مؤسساتهم الجنوبية وهي فرصة ينبغي على الجنوبيين التقاطها والاستفادة منها لبناء مؤسساتهم الجنوبية القادرة على حماية وإدارة مناطقهم . أن من يرفع شعار فك الارتباط والحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب الحرة المستقلة وهو يفتقر لأبسط مقومات هذه الدولة أنما يعد ذلك ضرباً من الخيال وعلينا أن نعي جيداً أن بريطانيا ما كان لها أن تسلم الجنوب بموقعه الاستراتيجي الهام وما تشكل عدن وباب المندب من أهمية عالمية لولا أنها كانت واثقة أن هناك جيش الاتحاد والبوليس والشرطة قادرة على حماية عدنوالجنوب وتأمين مصالح العالم في هذه المنطقة الهامة والإستراتيجية من العالم وهو الأمر الذي لا يمكن للعالم اليوم أن يسمح فيه بتسليم الجنوب للمجهول دون الاطمئنان بأن الجنوبيين بالفعل قادرين على إدارة وحماية وتأمين الجنوب ومصالح العالم في هذه المنطقة الهامة والإستراتيجية ولذلك فقد كان لقرار الرئيس هادي باستيعاب المقاومة الجنوبية في الوحدات العسكرية أهمية كبيرة ينبغي العمل على سرعة تنفيذ هذا القرار والاستفادة من الدعم والإمكانيات التي تمنحها الحكومة الشرعية وقوات التحالف في بناء مؤسسات الدولة الجنوبية والعسكرية وعلى الجنوبيين ان يعوا جيداً أن المعركة العسكرية مع العدو لم تنتهي بعد فلا زالت هناك مناطق جنوبية لم تتحرر ولا زالت مخاطر الخلايا النائمة تهدد الجنوب ولن ينتصر الجنوبيين إلا ببناء مؤسسات دولة العسكرية والقدرة على تحقيق الأمن والاستقرار وحماية الناس والممتلكات وفرض النظام والقانون أن معركة المقاومة الجنوبية اليوم الحقيقية تكمن في القدرة على حماية وتأمين النصر العسكري الذي تحقق من خلال بسط الأمن والاستقرار وحشد طاقات وإمكانيات الجنوبيين لعملية البناء والأعمار وعودة الحياة الطبيعية للناس . لقد سبق وأن كتبنا من قبل موضوع بصدد المهمات الثلاثة التي تنتصب اليوم أمام الجنوبيين وطالبنا كل الجنوبيين بتوحيد كل الطاقات والإمكانيات الجنوبية لإنجاز هذه المهمات الوطنية الرئيسية او المعارك الثلاث والتي أرى انه لابد من التذكير فيها مجددا وهي :- 1- استكمال القتال لتحرير ما تبقى من مناطق الجنوب حتى يصبح الجنوب كاملاً محرراً من قوات الرئيس المخلوع مليشيات الحوثي . 2- توفير الأمن والاستقرار في كل مناطق الجنوب وقيام أبناء الجنوب بإدارة مناطقهم بأنفسهم وهو أمر لا يمكن له أن يتحقق بدون بناء المؤسسات العسكرية والمدنية الجنوبية . 3- القيام بعلمية إعادة الأعمار لكل مناطق الجنوب التي دمرت وتضررت وضمان عودة الحياة الطبيعية للناس في كل ربوع الجنوب . أننا ندعو شباب المقاومة الجنوبية الأبطال إلى الانخراط في المؤسسات العسكرية وكل مؤسسات الدولة وأن لا يسمحوا نهائياً لمن يريد أن يشوه المقاومة الجنوبية أو النيل منها من خلايا نائمة أو أعمال فوضى وبلطجة الخ ,, الذين لا يريدون للجنوب الأمن الاستقرار والحرية والتقدم أننا على ثقة أن شباب المقاومة الجنوبية الأبطال الحقيقيين الذي انتصروا في معارك الشرف في ساحات القتال سوف ينتصرون في معركة حماية انتصاراتهم ،، معركة الأمن والاستقرار والأعمار وبناء مؤسسات الجنوب الجديدة وقادرين بالفعل على إدارة مناطقهم وحمايتها من اجل جنوب جديد ينعم فيه الجنوبيين بالأمن والحرية والتقدم والسلام .