لا أعتقد أن هناك أحدا من أبناء الجنوب ومناضليه الأبطال ومقاومته الباسلة، يمكن أن يقبل عن نفسه أو عن غيره من أبناء وطنه الجنوبي، اللذين كان لهم شرف التضحية والاستبسال لتحرير بعض محافظات الجنوب، من هيمنة الاحتلال وجبروت الغزو والاستبداد.. إن يقبل أو يقبلوا بخديعة الاستدراج، ليكونوا بديلا عن ما يسمى بالمقاومة الشعبية لأبناء محافظاتاليمن ( تعز- الحديدة- إب- مأرب وغيرها)، فيدفع بهم تحت أي مزاعم إلى محرقة الموت والهلاك لتطهيرها من سكانها ومواطنيها المقتنعين في معظمهم بنظام سلطة القبيلة وبحكم النفوذ الزيدي منذ عشرات القرون ؟؟!!..، بينما محافظات الجنوب ( حضرموت والمهرة وبعض من مديريات شبوة) ما زالت ترزح تحت وطأة هيمنة جيوش الاحتلال اليمني ومليشيات الغزو الحوثي... وعلينا كجنوبيين أن ندرك بأن الأشقاء الكرام في دول التحالف العربي، الذي كان لهم الفضل في الدعم اللوجستي والمعنوي للمقاومة الجنوبية، وتعاونهم الإنساني والسياسي والاجتماعي لشعبنا الجنوبي، لما تحقق له ذلك الانتصار على جيوش الغزو والاحتلال.. فهم بكل تأكيد يقدرون خطورة وعواقب الإبعاد السياسية والاجتماعية المترتبة بين أبناء الشعبين العربيين الجارين اليمني والجنوبي في المستقبل، في حالة أن تفرض على المقاومة الجنوبية أو تنطلي عليها خديعة المشاركة في عمليات تحرير المحافظاتاليمنية، تحت مزاعم بأن دول التحالف العربي طلبت منهم ذلك، أو أن القبول بمثل هذه الحماقة كانت بأوامر أو توجيهات من الرئيس والحكومة الشرعية.. وعلينا أيضا أن نستوعب جيدا بان القبول في مشاركة المقاومة الجنوبية، لا سمح الله... بعمليات قتالية ليس لديهم الخبرات والمهارات العسكرية الكافية فيها، إنما هي عملية انتحارية، الهدف منها حسب رأيي هو محاولة استباقية لإفشال المهرجان الجماهير الكبير المزمع إقامته بمناسبة الذكرى 52 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، وخلق مزاج فوضوي في المجتمع الجنوبي بين من يؤيد خديعة المشاركة فيما أشرنا إليها من عمليات عسكرية، والرافضين لها والمدركين لعواقب نتائجها المستقبلية.. وخلاصة القول: نتمنى من مناضلي شعبنا الجنوبي الأحرار ، ونأمل من أشقائنا الإجلاء في دول التحالف العربي، ومن قيادات المقاومة الجنوبية، بأن يبذلوا الجهود المخلصة والمتفانية لإعادة الحياة الأمنة والمستقرة ومعالجة الأزمات والمشكلات المتفاقمة في العاصمة عدن وفي بقية المحافظات المحررة، وأن يعدوا الإمكانيات البشرية والمادية والمعنوية لاستكمال تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة.. الهم أني بلغت الهم فاشهد... وكل عام والجميع بصحة وسلام وأمن واستقرار..