span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/إيلاف أراد منظمو الحراك الجنوبي اليمني ألا يكون يوم الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني مجرد ذكرى لخروج الاستعمار البريطاني (في 30 نوفمبر1967)، وإنما مناسبة لتحفيز مواطني الجنوب اليمني للمضي قدمًا نحو المطالبة باستقلال جديد مما يسمونه (الاحتلال الشمالي) لجنوب اليمن؛ لكن قوّات الأمن احتشدت هذه المرّة بكثافة غير مسبوقة واعتقلت اكثر من 65 شخصًا لتمنع التظاهرة التي كان مقررًا لها أن تقام في عدن بمشاركة عدد من أبناء المحافظات الجنوبية الذين تمت دعوتهم "للزحف إلى عدن".
إثر إفشال قوّات الأمن اليمنية لمهرجان "الحراك الجنوبي" الذي كان مقررًا له أن يقام في عدن احتفالاً بالذكرى الثانية والأربعين لاستقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني، دعت قيادة الحراك الجنوبي أبناء المحافظات الجنوبية إلى مسيرات تقام نهار الثلاثاء في عموم المحافظات الجنوبية. وقال مصدر في الحراك الجنوبي ل "إيلاف" إن "السلطة لن تستطيع كبح جماح مطالب أبناء المحافظات الجنوبية بالانفصال مهما زادت في حصارها العسكري المانع للمظاهرات والمسيرات". وكانت قد أقيمت مسيرات حاشدة في محافظات الضالع وأبين وشبوة رافعة شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين من أعضاء الحراك، إضافة إلى الشعارات الانفصالية. ونددت المسيرات التي تخللها أعمال عنف بإعاقة السلطة للمهرجان الجماهيري في عدن. وحسب مصادر معارضة، فإن القوات الأمنية اعتقلت مساء أمس الاثنين أكثر من مئتي متظاهر بينهم 65 شخصًا في محافظة الضالع. وكان عدد كبير من عناصر قوى الحراك الجنوبي في الضالع وردفان وأبين وشبوة قد توجهوا إلى عدن للمشاركة في الاحتفال، إلاّ أن السلطات الأمنية كثفت من نقاط التفتيش في مداخل المدينة، ومنعتهم من الوصول. وأنكر مصدر في الحراك الجنوبي تهمة السلطة للحراك بقتل ثلاثة مواطنين من شمال اليمن كانوا في طريقهم لتمضية إجازة العيد في عدن. وقال ل "إيلاف" إن "السلطة تستهدف من هذه الادعاءات تشويه سمعة الحراك". وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر رسمية أن الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن أفشلت "محاولة بعض العناصر الخارجة عن القانون إقامة مهرجان مخالف للقانون في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن"، فإن قوى الحراك الجنوبي استغربت في بيان لها " أن يحتفل بعيد استقلال الجنوب من لا ناقة لهم ولا جمل بهذا الحدث العظيم فيما يقمع أبطالة الحقيقيون".
وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور "إن الذين يرفعون شعارات تفوح برائحة التشطير والتمزق هم معاول هدم للمشروع الوطني ويلتقون مع عصابة الإرهاب والتمرد والتخريب الحوثية". واتهم مجور في كلمه ألقاها في الحفل الخطابي والفني الذي أقيم في عدن لمناسبة يوم الاستقلال قوى الحراك الجنوبي بأنهم "مرتهنون حتى العظم للمشاريع الخارجية" و"غارقون في مستنقع العمالة" و"مجرد أدوات تنفذ مخططات الخارج، لا يحملون أية قضية، ولا يمكن أن يعبروا عن إرادة وطنية حرة وكريمة". مع هذا، أكد رئيس الوزراء على أن "أبواب الحوار مفتوحة أمام كافة القوى السياسية, والدعوة إلى الحوار قائمة وان الإيمان بمبدأ الحوار قوي لا يتزعزع" إلاّ أنه اشترط في الوقت ذاته أن يكون "الحوار تحت سقف الوحدة وتحت مظلة الدستور والقانون". من جانبه دعا رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض مجددًا إلى انفصال الجنوب عن الشمال وناشد الأممالمتحدة للعمل من أجل استفتاء لتقرير مصير جنوب اليمن. وقال البيض في بيان له وزع بمناسبة ذكرى الاستقلال: "إننا نحذر من العواقب الخطرة للوضع في الجنوب، فنظام صنعاء يناور في شتى الاتجاهات من اجل إفشال الحراك الجنوبي السلمي، وهناك مؤشرات لتفجير الموقف عسكريًا وفتح جبهة جديدة في هذه المنطقة. ولهذا ننبه إلى مخاطر هذا السلوك المغامر، ونطالب الجامعة العربية والأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بالتحرك بسرعة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الجنوب، والعمل على وضع آلية لتأمين الحماية لشعبنا الأعزل، وفق ما نصت عليه اتفاقات جنيف، الخاصة بحماية السكان في ظل الاحتلال". وكان اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي قد أقام وحدة في 22 مايو/أيار 1990 إلاّ أن خلافًا بين قيادة الحزبين الحاكمين قد أدى إلى اندلاع حرب في صيف 1994 نفي أثرها قادة الجنوب السابقين إلى خارج اليمن.