شن الأستاذ / صالح حسين حيابك – أمين سر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بحضرموت – هجوماّ لاذعاً على اتفاقية الوحدة المبرمة بين دولتي الشمال والجنوب واصفا إياها بأنها وحدة ” مشئومة ولعنة على الجنوبيين ” وأنها جاءت بشكل غير سليم ، وأنها لم تراعي مصالح وحقوق الجنوبيين ، منتقداً قيام الحزب الاشتراكي بحصر نفسه في الاتفاقية كممثل وحيد لشعب الجنوب ، دون الرجوع إلى الشعب الجنوبي ليشاركه في تقرير مصيره، وهو ما لم يفعله أيضاً حزب المؤتمر الشعبي العام في الشمال. وقال القيادي الحضرمي في لقاء مطول مع صحيفة الشارع اليومية أجراه الزميل/ محمد شمسان ، إن انفراد الطرفين ( الاشتراكي والمؤتمر ) في توقيع اتفاقية الوحدة أنه كان بمثابة إقصاء لكافة القوى الوطنية التي ناضلت من اجل الوحدة وبدا الأمر وكأنة عملية تقاسم للمناصب والوظائف والأراضي . وقال إن الفرق الكبير والشاسع بين الحزبين والعقليتين ( المتمدنة التي مثلها الحزب الاشتراكي ، والقبلية الاستبدادية التي مثلها المؤتمر ) كانت السبب في تحويل الوحدة من حلم جميل كان الجميع يسعى إلى تحقيقه إلى ” كابوس ” أو ” لعنة ” على الجنوبيين الذين تم إقصائهم واستبعادهم وتهميشهم من قبل تلك القوى التقليدية التي اعتبرت نفسها وصيه على الشمال وكانت تمارس الاستبداد والظلم والقهر والبطش بأسم الشمال وكل ذلك في حق الجنوبيون حيث رفعوا شعار الطغاة ( الوحدة أو الموت ) ، ونحن نرد عليهم بالقول ” أن الوحدة تصنع الحياة والعزة والكرامة والعدالة الاجتماعية “وهنا لابد من خيارات غير خيار الوحدة وبما يرتضيه أهلنا في الجنوب لأنه ما بني على باطل فهو باطل. وحول ما تشهده القضية الجنوبية من تطورات قال ” القيادي الناصري ” أنه لا خوف عليها مطلقا فهي تسير إلى الإمام وفي سياقها الصحيح ، والتعدد في مكونات الحراك والتباينات فيما بينها هذه ظاهرة طبيعية صحية ومفيدة وتأكد حقيقة ارتفاع نسبة الوعي بين أبناء الجنوب إضافة الى تعدد القيادات الجنوبية كدليل على تعدد الرؤى والأفكار والتصورات، وأن من حق كل جنوبي أن يكون له توجه ,, ولكنة أستطرد قائلاً أن من عين الصواب أن يتم الاتفاق والتنسيق على حامل واحد للقضية , من خلال عقد مؤتمر ” جنوبي جنوبي ” من أجل خلق رؤية موحدة يتفق عليها الجميع وبالذات في هذه المرحلة الحرجة والتي تتطلب منا التكاتف والعمل المشترك والاتفاق على آلية للعمل المستقبلي . وحول ماذا كان الحراك الجنوبي سيخوض في الحوار الوطني قال ” القيادي الناصري الجنوبي ” أن فصائل الحراك تشهد تبايناً في مواقفها حول هذه الدعوة , إلا انه قال أن ” رؤيته الشخصية “ تكمن في أن الحوار يعتبر وسيلة نضالية لتحقيق أهداف محدودة / ومن خلاله أستطيع الحصول عليها وأطرح كل ما لدي لكي أقنع الآخرين بأطروحاتي لكي أحقق أهدافي ، طالما وان الحوار سيكون تحت رعاية الأممالمتحدة والإتحاد الأوروبي ودول الخليج فأعتقد أن هناك ضمان حقيقية لهذا الحوار . غير إنني أود التأكيد هنا على إن معظم مكونات الحراك في الجنوب هم على قناعة بأن فكرة الوحدة الاندماجية لم تعد خيار مطروح كونها فشلت ولم تعد مجدية على الأقل للجنوبيون أي انه إذا كان ثمة حوار مع القوى السياسية في الشمال فيجب البحث بين خيارات أخرى ليس من بينها الوحدة الاندماجية . وبشأن موقف الناصريون الجنوبيون من الوضع القائم أكد ” صالح حيابك “ أن القضية الجنوبية بالنسبة لناصريو الجنوب هي قضية سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالجانب الفكري كون الفكر الذي ننتمي إليه ونؤمن به هو سلوك وقيم يمكن ممارستها أو تجسيدها في أي واقع كان ، ونحن ناصريو الجنوب سنقف مع الخيار الذي يرتضيه شعبنا في الجنوب سواء كان من خلال ( فك الارتباط ، أو دولة اتحادية من إقليمين … ألخ ) نحن مع شعبنا ,لأن حق تقرير المصير واجب أخلاقي وبما يرتضيه شعبنا سنكون إلى جانبه , كما إن الناصريون الجنوبيون يعدون رؤية لتوافق عليها في أطار ناصري الجنوب وسوف نعلن عنها في حينها .. وقد نتفق أو نختلف مع بعض التكوينات الناصرية الأخرى في الشمال والاختلاف لا يفسد للود قضية في أطار البيت الناصري لأن الناصرية ” ثورة لا تهداء وفكر لا يموت ” . وأشاد الأستاذ “ صالح حيابك ” في حديثه إلى موقف الزعيم الخالد ”جمال عبد الناصر ” عندما انفصلت سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة والتي كانت تضم مصر وسوريا فيما كان يعرف بالوحدة العربية حيث رد على من طلبوا منه استخدام القوى العسكرية لفرض الوحدة والإبقاء عليها قائلاً :– (( ليس من حقي استخدام القوى لفرض قناعاتي على الآخرين إذا كان الشعب السوري يؤيد والوحدة سوف يعمل هو على فرضها والإبقاء عليها والحفاظ عليها وإذا كان لا يريد ذلك فلماذا نرفض عليه قناعات هو لا يحبها.. )).. وعن وضع العلاقة بين الشمال و الجنوب بعد اندلاع ثورة التغيير وإسقاطها للنظام ومطالبها بحل للقضية الجنوبية ، قال القيادي الناصري إن ثورة التغيير جاءت كحاله تحاول التقارب من الحراك الجنوبي ، إلا أنها جاءت متأخرة كثيرا وبعد إن دفع الحراك تضحيات كبيرة وكثيرة في سبيل الانتصار للقضية الجنوبية وكانت الخيارات إمام الشارع الجنوبي قد تطورت وتصاعدت بحسب حجم الظلم الذي وقع علية وردة فعل السلطة الاستبدادية والقمعية وتعاملها مع المطالب الجنوبية ، لذا كانت حالة الاحتقان كبيرة جدا والفجوة بين الشمال والجنوب كانت قد بلغت ذروتها ولم يكن بإمكان الثورة الشبابية إن تعمل شيء إزاء ذلك كونها أصبحت فوق قدراتها وإمكانياتها والتي كانت فقط محددة بإسقاط النظام وهو الأمر الذي لم تحققه حتى ألان حسب اعتقادي كون الذي ذهب هو شخص أما المشروع الذي حكم به على عبد الله صالح لا يزال قائم بل وللأسف الشديد هو من يصنع القرار ويمتلك زمام الأمور. وحول سؤال الصحيفة له عن إن التحول السياسي الذي شهدته اليمن كان بفعل الثورة الشبابية ، قال القيادي الناصري الجنوبي أن هذا الكلام ليس دقيقاً ، وانه إن كان ثمة تحول سياسي حصل في اليمن فالفضل يعود للحراك الجنوبي الذي سبق ثورة الشباب بسنوات لكن ربما إن الثورة الشبابية الشعبية أسقطت حاجز الخوف ضد الطغاة في الشمال لان الحراك كان قد اسقط وكسر حاجز الخوف في الجنوب وثورة التغيير الشبابية عملت على تفكيك بعض الولاءات للأسرة الحاكمة وشيوخ القبائل . وفي ما يتعلق حول الدولة المدنية الحديثة أكد ” حيابك “ على أن حلم تحقيق بناء الدولة المدنية الحديثة لن يتم إلا بعد اجتثاث مخلفات السلطة المستبدة التي كرسها على عبد الله صالح والتغلب على جميع المعوقات والصعوبات ونجاوز كافة القوى التقليدية التي تعيق بناء الدولة المدنية الحديثة ، داعياً شباب الثورة التواقين إلى الحرية إلى الصمود في نضالهم من أجل إزاحة هذه القوى التقليدية ، داعياً إلى أن يكون هناك اصطفاف من القوى التقدمية والقوى السياسية الوطنية المدنية ومنظمات المجتمع المدني بمختلف توجهاتها جنبا إلى جنب مع شباب ثورة التغيير وان يعمل الجميع على إيجاد رؤية أو مشروع تكفل لهم الوصول إلى تحقيق هدفهم في بناء الدولة المدنية .