نفسي أكتب عن الحب أو عن سنوات المراهقة القديمة ،لكن ما "صَطْاني"، القارئ الكريم في اليمن يشتي كتابات كلها "دجف" وأكشن وإلا والله ماراحت لك ، أقل شيء سينعتك سريعاً بأنك خلاااااص "بِعْت" أو.. دخلت الجيب! خيرة الله. * يمكن، وبسهولة عموماً، ملاحظة نفسية اليمني كيف غدت مشوهة من خلال مطالعة تعليقات القراء على مقالات الكُتّاب المنشورة في المواقع الإلكترونية،فالقارىء الذي لايتفق مع رأي كاتب ما واحياناً لايتفق مع رأي معلق مثله تجد خانة التعليق الخاصة به تصفع عينيك باستمرار بعبارات التخوين والمتآمرين والمرتزقة والعملاء ،ولاتمتلك حيال ذلك إلا أن تشعر بالأسى وتقرأ الفاتحة على كل لحظة حُب حرم اليمنيون منها بسبب عقليات الأميين والجهلة الذين حكموا هذا البلد بالنكاية المستمرة وبالخرافة وبالقوة وبالنخيط. *** * البرازيل بكل هيبتها وسطوتها الكروية غادرت مونديال جنوب أفريقيا وصفق جميع المقهورين لطواحين هولندا. هل يشاهد فخامة الرئيس صالح كأس العالم؟ ،وهل يفكر مثلاً بأن يقدم مبادرة لإصلاح أو تغيير "مهدي مقولة" وكثيرين من نهابة الأراضي أمثاله، بدلاً من تقديم مبادرة لإصلاح الجامعة العربية.ومش قالوا في المثل "يا موزع المرق.. أهل بيتك أحق". * العالم يتغير على أية حال ومعايير القوة هي الأخرى في تغيّر مستمر، والنظام الحاكم في اليمن لايزال – على عادته البليدة – يفكر بعقلية "الطّقْم" ويدير الحياة بثقافة "اسحبوا أبوه"!. * وكله كوم وفلادمير بوتين كوم.. الله كم أنا "مفكود" منه. يعني قد هو عارف البير وغطاه وداري إن "جرانديزر" يحكم اليمن ، وبدلاً من أن يقدم إلى فخامة الرئيس صالح - أثناء زيارته الأسبوع الفائت إلى موسكو- نصيحة بأن يعمل في البلد مسرح "بولشوي" أو دار أوبرا أو يرفد المكتبة اليمنية بأعمال تشيخوف وبوشكين وبموسيقى تشايكوفيسكي للارتقاء بذهن الشعب وبذائقته المدمرة قام ينصحه بشراء طائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ ومدرعات مقاتلة ؛ الله المستعان عليك بس يا بوتين .. يعني عاد إحنا ناقصين قوارح ونخيط؟! هي هذي الصُحَب اللي تفطر القلب. * لم ينشط تنظيم القاعدة في اليمن ،ولا نشطت أعمال التقطع والارهاب ،ولا تراجعت نفسيات الناس هنا وتشوهت ذائقتهم إلا حين دكت الحركة الفنية في البلد لصالح القبيلة والنهابة وفرق طالبي الله باسم الدين. * الله يرحم الشهيد "إبراهيم الحمدي" في سنتين وبضعة شهور فقط من حكمه شمال اليمن سابقاً بنى كل المراكز الثقافية الموجودة في البلد ووصلت دور عرض السينما حتى إلى مديريات نائية ،مديريات لم تصلها من بعده – طبعاً – غير صور الرئيس حفظه الله ،وهذا النظام له 32 سنة يعلمنا "النَصَع" ويزرع فينا شهوة نهب وامتلاك "التباب" .. بالله عليكم كيف يمكن للبلد أن تهدأ إذن ، وكيف يمكن لنا أن نحب. * يضيق المكان بساكنيه عموماً حين تعجز السلطة عن استثماره بالشكل الصحيح. وكلما مالت السلطة إلى الاستبداد والقوة وإلى ثقافة "الطقم" يزداد عجزها ويصبح الناس ميالين إلى الكسل والحيلة وإلى الغش في كل شيء .وما دام السيد يغش، فلا لوم على العبيد ،طبقاً للصافي سعيد. span style=\"color: rgb(102,102,153)\"*صحيفة المدينة