span style=\"font-size: medium; \"تمضي ثورة الشباب السلمية المطالبة بتنحي صالح ونظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة جزاء ما اقترفوها من جرائم بحق الشعب، نحو تحقيق أهدافها بعزيمة وتحدي لا نظير له، في ظل تعنت واضح من صالح ورفضه الانصياع للإرادة الثورية الشعبية وتمسكه الواهن بوهم الشرعية الدستورية التي تفتقر للشرعية الفعلية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"الثورة لن تتوقف ولن تتراجع ولن تنكسر إرادة الثوار، ولن يعودوا إلى منازلهم التي هجروها منذ انطلاقة الثورة مستعيضين عنها بساحات الشرف والتضحية، لكن بالمقابل هناك قضايا تتطلب من الثورة والثوار تحديد موقف تجاهها بشكل عاجل، أبرزها وفي مقدمتها قضية الجنوب، والتي هي تعريف عميق لمعاناة شعب وجد نفسه خارج المعادلة السياسية، وواقع تحت حرب أباحت نهب أرضه وثرواته وتسريح أبناءه من وظائفهم، شعب فقد الأرض والثروة وبات مهدداً بفقدان الهوية، ووقع تحت احتلال قوات نظام صالح منذ صيف 94م. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لذا فالمرحلة تتطلب من الثورة والثوار الاعتراف بقضية الجنوب ووضعها في صدارة اهتماماتهم، فهي –أي قضية الجنوب- نتاج طبيعي للواقع المفروض منذ حرب صيف 94م التي قضت على المشروع السياسي الحضاري الذي ضحى من اجله شعب الجنوب بدولة ذات سيادة تتمتع بالشخصية الدولية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"أن تجاهل قضية الجنوب وعدم الاعتراف العلني والصريح بها من قبل الثورة والثوار لا يقل خطورة عن ما قام به نظام صالح تجاه الجنوب من محاولات لطمس تاريخه من خلال محاولات التأسيس لتاريخ جديد يقوم على مفاهيم(عودة الفرع للأصل) و(واحديه الثورة) و(استعادة تحقيق الوحدة اليمنية) و(عيد الجلاء).حتى أسماء المدارس والشوارع و الساحات العامة والمعسكرات والمعالم تم استبدالها بأسماء جديدة تتواكب مع مرحلة ما بعد الحرب والتي أعادت إنتاج الجمهورية العربية اليمنية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ايضاً على الثورة والثوار الاعتراف بالحراك السلمي الجنوبي الذي ظهر في 2007م ومازال مسجلاًَ حالة رفض علني للواقع المفروض على الجنوب، على أن بدايات الرفض الأولى كانت منذ لحظات اجتياح الجنوب واستباحت أرضه وثروته وتقاسمها، وتشريد كوادره وتسريحهم من أعمالهم وحرمانهم من حقهم في الأرض والثروة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ما نطرحه الآن ونطالب به ليس فعلاً عبثياً او من قبيل المزايدة السياسية بل ضرورة تفرضها المرحلة التالية لإسقاط النظام أن أراد اليمنيون شمالاً وجنوباً أن يصلوا إلى حلول ناجعة لقضاياهم بواسطة الحوار بعيداً عن لغة العنف وسياسة الأمر الواقع، مع التأكيد هنا على ظهور قناعات في الوقت الراهن وأثناء مرحلة ثورة الشباب لدى البعض في الجنوب وليس الحراك وحده بان ثورة الشباب غير مكترثة بقضية الجنوب وأنها ليست من اهتماماتها، لذا فإن الاعتراف العلني بقضية الجنوب والمطالبة بحلها حل عادل بما يلبي آمال وتطلعات الشارع الجنوبي كفيل بإزالة كثير من المخاوف وإماطة اللثام عن توجهات الثورة الحقيقية وعدم توقفها عند إسقاط النظام ومحاكمة رموزه، والتي لن تقنع الحراك السلمي الجنوبي وكافة القوى الجنوبية الأخرى، وستجعلهم في حالة ثورة دائمة بدءوها منذ أربعة أعوام مضت لحل قضيتهم العادلة التي ضحوا لأجلها بمئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين الذين لازال بعضهم يقبع في سجون نظام صالح حتى اليوم. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"حتى لا ينقسم الشارع وتتعدد مطالبه في مرحلة الثورة، فإنه من الحكمة السياسية أن تتصدر قضية الجنوب أهداف ثورة الشباب السلمية في كل الساحات والميادين، وان يعبروا عنها صراحة في خطابهم السياسي والإعلامي.