span style=\"font-size: medium; \" ما يزال اليمن يعيش حالات الثورة الشعبية المتمسكة بشرط رحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومحاكمته مع أركان نظامه، رغم الكم الكبير من الضحايا على دروب الحرية منذ فبراير / شباط الماضي، ورغم المبادرات المطروحة لإنهاء الازمة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هذا المشهد السياسي _ الدموي الذي يزداد تعقيدا وتصعيدا بسبب المكابرة والتعنت والمماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح فى مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الازمة في اليمن الشقيق، ومع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات وفقدان الحكمة مما يتنافى مع روح المبادرة، أعلنت على ضوئه قطر "مضطرة" انسحابها من المبادرة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"فالمطالبات الشعبية اتسعت وتصاعدت ايضا، للمجتمع الدولي، بالتدخل لوقف سفك الدماء اليمنية في ساحات التغيير في محافظات البلاد، فيما دخلت الى المشهد الاحتجاجي دعوات الى الاعتصام المدني والاضراب العام، ودعوة القوات المسلحة الى عدم اطاعة اوامر اركان النظام، ما يمكن تفسيره بانها دعوات الى التمرد العسكري. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"اللافت ان الجماهير المليونية المرابطة في ساحات وشوارع المدن اليمنية، لم تلجأ الى استخدام السلاح للدفاع عن نفسها رغم قوة البطش التي يستخدمها الجيش وانصار الرئيس صالح ضدهم والمعروف ان هذا الشعب يمتلك ملايين من قطع الاسلحة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هذا الصراع الدامي في البلد الشقيق على مدى الشهور الاربعة الماضية، تداعت اليه دول مجلس التعاون الخليجي، فكانت المبادرة او الحل العربي لوضع حد للمجازر البشرية في اليمن بين المعارضة والموالاة للنظام ولاقت التأييد من المجتمع الدولي وبخاصة الولاياتالمتحدةالامريكية على ارضية ان اللجوء الى القتل والعنف لن يؤدي سوى الى المزيد من التدهور الامني والانقسام السياسي والقبلي والعشائري وتهديد وحدة الارض اليمنية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"اذن، ليس امام اليمن "كلا الطرفين" الا العودة الى المبادرة الخليجية لتسوية الازمة باعتبارها الحل الأمثل والأفضل للخروج من الوضع المأسوي للبلاد والعباد. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"الرفض والعناد هنا ليس في مصلحة اليمن ولا من مصلحة دول الجوار، والاصح بتقديرنا إعادة إحياء المبادرة الخليجية والاتفاق على آلية تنفيذها وذلك عشية الزيارة المقررة لأمين عام مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني الى صنعاء غدا السبت في محاولة لجسر الهوة بين موقفي الطرفين وقبل ان يصبح التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة مع انزلاق أوسع نطاقا إلى صراع في بلد يملك فيه نصف السكان أسلحة نارية.