بين قاهرة المعز وعاصمة المملكة البلجيكية ثمة فوارق كبيرة فالأولى كبرى عواصم القارة السمراء وأشهرها ، بينما الثانية تتموضع في جغرافيا القارة العجوز حيث المناخ الأكثر برودة عن باقي قارات العالم .. لكن بين العاصمتين العريقتين هناك رابط هام يخص أبناء الجنوب حيث القادة المنفيين قسراً من العاصمة ( عدن ) ما زالوا يراوحون أماكنهم ويعقدون اجتماعاتهم كلاً في موقعه وبعيداً عن الطرف الآخر رغم توحد الهدف الذي يسعون من أجله ألا وهو محاولة وقف النزف الجنوبي منذ صيف 1994م المشئوم الذي قضى على الأخضر واليابس في أرض الجنوب المترامية الأطراف . ورغم أن غاية الفئتين واحدة إلى أن الوسيلة التي تمكّن الجميع من الوصول لتحقيق تلك الغاية مازالت مختلفة، وكل فئة تحاول سلوك درباً غير درب الفئة الأخرى الأمر الذي يعقد من عملية الوصول السريع ويعرقل إيجاد الممر الآمن نحو الغاية التي يسعون لتحقيقها .. وقديماً قالوا : ( أصعب من الوصول إلى الهدف .. اختيار الوسيلة ) !! نعم .. بين القاهرة وبروكسل تتشكل قصة وطن مذبوح وترسم معاناة شعب مغيب عن خارطة العالم بفعل أخطاء أبناء جلدته دون غيرهم .. وهاهم يحاولون اليوم جاهدين السعي لتخليص هذا الوطن من ماساته الكبيرة على أمل تضميد جراحه الغائر منذ زمن ..! إن آمال وتطلعات شعب الجنوب تعقد على قادته، ومسئولية هؤلاء تكبر وتتعاظم نحو شعبهم الذي ينتظر على أحر من الجمر يوماً تتوحد فيه الرؤى وتجتمع الأفكار ويلتقي فيه قادتنا الكبار على طاولة حوار واحدة يقرر الجميع بعدها السير في طريق واحده من أجل إقناع العالم بعدالة شعب الجنوب وحقه المقدس في تقرير المصير . ونحن على ثقة تامة بقادتنا الأجلاء في اتخاذ خطوات عاجلة من شأنها العمل على توحيد الصف ولم الشمل وتقارب وجهات النظر فيما بينهم وتحديد مسار واحد وموحد للمضي كقوة واحدة نحو إسعاد أبناء الجنوب واستعاد الوطن المنهوب .. وإن غداً لناظره قريب ..!!